صباحا صرخت بي أمي لأحافظ على اتزان السيارة بعد ان اوشكت الانحراف عن مسارها وسيطرت أخيرًا وعادت بي الذاكرة لكيميائي ، الكيمياء التي أُحب طبية وعضوية وتحليلية كان الحاجز الشاهق الذي يفوقني طولًا هو الموازنة ، تجاهلتها وخسرت ما خسرت من درجات واقتنعت أن إتقاني لها يستلزم معجزة كونية وأنا لن أنتظرها ، تأتي معادلة كيميائية تتطلب الموازنة أولا ويبتلعني الصمت و تغض القاعة بأصوات الطلبة جميعهم يودون نيل شرف الموازنة ، ولأني أجذب ما أخشاه يصمت الجميع وتتجه أنظارهم نحوي فأعلم أن الاختيار وقع علي ، أسابق خطواتي لأكسب المزيد من الوقت فيسقط القلم مني والتقطه بهدوء لأفكر جيدًا كيف أنقذ نفسي من الرموز الكيميائية التي تكاد تقتلني بحدتها ، الصمت السمة الأولى للمكان مجددًا ، يود الحاضرين أن يصرخوا بي ويملون الحل علي دفعة واحدة ، وبملامح غير مبالية أرسم أسهم لا أعلم خط سيرها ولا الداعي من وجودها مع خطوط متوازية ومتقاطعة وحِين ألمح نظرة الاستنكار من زملائي أمحو ما خططت لأبين لهم بأني تداركت خطأي و أقف دقائق معدودة بنظرة تبدو ثاقبة و واعية لكيميائي شهير لا تقلقه الموازنة وأفكر للحظات عن العالِم الذي أوصلني لنقطة الجهل والضعف واكتشف ثغرة في دماغي الكيميائي واستخدمها في أبحاثه ليثبت أن لا دماغ كيميائي يكتمل ،بغضب تمسك المسؤلة بعد إرتفاع مستوى الضغط في دمها و إنفجار الدم في عروقها لتزن المعادلة وسط انذهالي وحدي .
-
Sara.wrhttps://t.co/HrFJ2MQMo3?amp=1