حضارة مكذوبة و الضمير المكذوب
نشر في 23 أبريل 2016 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
يبقى الضمير بمعناه الروحي هو مقياس الإنسانية بين حيوان مثالي, وإنسان بقيمة وأخلاقة ووجدانه
إن الضمير لا تختزلة اللوائح والأنظمة المكتوبة, والمسميات العصرية الحديثة, أو رجلاً يُبتعث وأخر يُعين, كما أنه ليس شيء كمياً يحمل حيزاً من الفراغ, أو نداءات شجب وإدانه, كذلك ليس أيادٍ ترفع وأخرى تأبى عن التصويت.
لقد عَرَفَ العلم الضمير أنه وظيفة عقلية طورها الإنسان مع الوقت ليعرف الخطأ من الصواب , والفلسفة ترى أنه واجب وإنجاز, وعلم النفس يرى أنه تطوراً "للأنا". والناظر اليوم للعالم يرى أن الضميرأصبح هدفاً إستراتيجية مادي, تقام به التحالفات وتسحق من أجله الإنسانية, لقد أصبح البعض يتغنى بالضمير ليحقق مكاسب سياسية, والبعض بات وصياً يحدد مصير المجتمعات تحت ذلك المسمى.
لم يعيش العالم يوماً الضمير إلا كخرافة وأسطورة فلكورية, فالضمير الحقيقي الذي يعيشه العالم اليوم هو ضميراً مطبوخ منزوع الإنسانية, كالكوز المجخي لايعرف معروفا ولا ينكر منكرا !!
إن الضمير هو الروح السامية التي علت سُلم المُثل العليا فمنبعه القلب حين يطمئن لما يفعل, وفي الإسلام هناك حديثا يدل على وجود الضمير وهو حديث وابصة ابن معبد الذي سأل الرسول محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم عن البر والإثم فقال له: "يا وابصة، استفت قلبك، البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك في القلب وتردد في الصدر وإن أفتاك المفتون". "صدق رسول الله " .
تموت الشعوب اليوم بذريعة حقوقها المزيفة, وتشرد باسم الحرية المصنوعة, وتدمر المدن بحجة الأمن الإستراتيجي.
تصرخ الشعوب باسم الإنسانية فيأتيها الموت من كل فجاً عميق.
إنها حضارة الغرب والشرق المكذوبة, والضمير المكذوب.
-
احمد عباس الملجمينكتب لنحيا