الميليشيات الإلكترونية و مدى حرية الانترنت - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الميليشيات الإلكترونية و مدى حرية الانترنت

  نشر في 22 يناير 2018  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

بدايتها:

حسب تقرير الجارديان التي كتبته في ابريل ٢٠١٥ ان  ظاهرة الميليشيات الإلكترونية بدأت في مدينة سان بطرسبورغ بروسيا فكان يوجد في شارع سافوشكينا مبنى رقم ٥٥ مكون من اربع طوابق مع لافتة مكتوب عليها " مركز الاعمال " حيث كان يوجد خط طويل من العمال في الساعة التاسعة مساء كل يوم بعد أن بقوا ١٢ ساعة في المبنى يتم استبدال العمال بمجموعة كبيرة اخرى التي سوف تعمل خلال الليل ثم عرف هذا المبنى يضم في الواقع " كتائب الكترونية " حيث يعمل فيه مئات المدونين مدفوعي الاجر على مدار الساعة بالتناوب لكي يغمروا شبكات التواصل الاجتماعي و يؤثروا على الرأي العام مقابل ٧٩٠ دولار شهريا للترويج لسياسات فلاديمير بوتين و حكومته

بوتين هو اول مؤسس للمليشيات الإلكترونية فهو المعلم الاكبر الذي علم الأنظمة المستبدة فنون الميليشيات الإلكترونية

فاللجان يعملون عن طريق انشاء حسابات وهمية على مواقع التواصل الاجتماعي و متابعة كل من هم على شاكلتهم ثم تدخل لإفساد اي مناقشة جادة و التأثير على الرأي العام بإحترافية و ارهاب المعارضة و تكون حجتهم دائما هي الدفاع عن الوطن ضد المؤامرات بإعتبار أن كل من يهاجم النظام الحاكم هو خائن للوطن و متأمر عليه.

مثال عملي على تأثير الميليشيات الالكترونية على الرأي العام :

فالان يتم التحقيق حول تدخل روسيا في الانتخابات الأمريكية الأخيرة و تأثيرها على الرأي العام الأمريكي لانتخاب ترامب

فلقد تواصل أطراف روسية مع مقربين من ترامب من بينهم ابنه وبعض المساعدين له في حملته الانتخابية لجمع معلومات قذرة لتشويه هيلاري كلينتون.

وعلى الصعيد الاخر كان النشاط المفسد الذي كان على مواقع التواصل الاجتماعي له دورا مهما ، لقد تم انشاء حسابات وهمية على تويتر تديره وكالة ابحاث الانترنت الروسية كان أهمها حساب مزيف يمتلكه بوتين شخصيا، واشترت روسيا اعلانات جوجل و يوتيوب تقدر بعشرات الآلاف من الدولارات بغرض التأثير السياسي، ورغم تحذير أوباما لمارك زوكربيرج صاحب شركة فيس بوك من استخدام موقعه لنشر الأخبار الكاذبة للتأثير على الرأي العام الأمريكي إلا أن تم انشأء حسابات وهمية على الفيس بوك ايضا لنشر الاخبار الكاذبة وشراء الاعلانات، و بعد فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية نفى التدخلات الروسية بالانتخابات، لكن أكدت الاستخبارات الأمريكية أن بوتين تعمد اضعاف فرصة هيلاري كلينتون بالفوز.

دراسة مؤسسة فريدوم هاوس على مدى حرية الانترنت :

قامت مؤسسة فريدوم هاوس بدراسة دقيقة على ١٩٥ دولة، وكانت الدراسة حول مدى الحرية المتاحة على الانترنت ووجدت أن عدد الدول الحرة ٨٧ دولة اي ٤٥٪ من إجمالي الدول وعدد الدول التي تعتبر حرة جزئيا ٥٩ دولة اي ٣٠٪ من إجمالي الدول وعدد الدول المقيدة ٤٩ دولة اي ٢٥٪ من إجمالي الدول من بينهم ١٦ دولة عربية مقيدة و ٥ دول حرة جزئيا و دولة واحدة حرة وهي تونس.

بداية ظهور الميليشيات الإلكترونية في الوطن العربي:

بدأ ظهور اللجان الإلكترونية في الوطن العربي في الربيع العربي في ٢٠١١ حيث كان دورهم تشويه الثورات و تخوين كل من شارك فيها و تجميل الأنظمة المستبدة و دعم الثورات المضادة و الانقلابات في الوطن العربي على مدار الست سنوات الأخيرة.

بداية ظهور اللميليشيات الإلكترونية في مصر :

لكن في مصر بدأ ظهور الميليشيات الإلكترونية في عام ٢٠٠٩ مع تصعيد جمال مبارك حيث كان دورهم هو تسليط الضوء على جمال مبارك كوريث للسلطة بعد مبارك و كان مقرهم في إحدى مقرات الحزب الوطني، و كان يشرف عليهم بعض الصحفيين المعروفين بإنتمائهم للحزب الوطني، و زاد انتشار اللجان الإلكترونية بعد ثورة ٢٥ يناير حيث أصبح للعديد من القوى السياسية وقتها اللجان الاليكترونية الخاصة بها و كان من أهمها الميليشيات التابعة لجماعة الاخوان من ٢٠١١ حتى يوليو ٢٠١٣ وفقا لما قاله محمد عاطف وهو مدير التسويق الالكتروني، وبعد ٣٠ يونيو و عزل محمد مرسي وحكم عبد الفتاح السيسي مصر أعلن السيسي في خطاب له في عام ٢٠١٦ انه قادر بكتيبة أو كتيبتين من الكتائب الاليكترونية السيطرة على مواقع التواصل الاجتماعي بالكامل و اخذ الاخبار منهم، وبالفعل الكتيبتين موجودين على أرض الواقع.

و فضح خالد رفعت المعروف بدعمه للسيسي الصحفي ابراهيم الجارحي حيث قال انه مؤسس الجروب على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك يدعى " اتحاد مؤيدي الدولة " يجمع فيه اللجان الاليكترونية و يعطي لهم الأوامر من خلاله و معه ٢٢ ادمن اخرين و يبلغ عدد أعضائه ١٦ الف عضو و لقد زادوا بعد الفصيحة.

وفي يوم ٢٨ ابريل ٢٠١٦ شهدت صحيفة فرانس برس أن اللواء عباس كامل أسس كتيبة من الجيش تحت اسم " مركز الإعلام الوطنية للقوات المسلحة " التي تم تعيين فيه شباب معظمهم أبناء  قيادات الجيش السابقين و الحاليين وكان مقرهم في إحدى مقرات الاستخبارات الحربية و كانت تعمل على مدار ٢٤ ساعة  و كان دورها تشويه المعارضة ومهاجمة كل ما هو صاحب الرأي منهم و كأن مشهد المبنى الروسي الذي كان يحمل اسم " مركز الاعمال " يتكرر مرة أخرى هنا في مصر حيث أسست صفحات أشهرها صفحة " جيش الاستخبارات الاليكتروني " و التي استضاف احمد موسى بعض القائمين عليها بأسماء مستعارة و بدون اظهار وجوههم

والان هذه اللجان تعمل على تشويه المرشحين ضد السيسي و تلفيق لهم قضايا من أجل الحفاظ على حكم السيسي و من أجل فوزه في الانتخابات القادمة بأي ثمن.

اللجان الاليكترونية أصبحت موضة الأنظمة المستبدة ان كانت تريد السيطرة على الانترنت و تمارس القمع الاليكتروني، قد لا يكفيها حبس المعارضين لهم و السيطرة على الإعلام والقضاء والشرطة و جميع مؤسسات الدولة لصالحها بل حريتك في التدوين على مواقع التواصل الاجتماعي اصبح كارثة و يجب اسكاتك وهذا يدل على خوف هذه الأنظمة من اي صوت مخالف سواء كان هذا الصوت من الإعلام أو من الصحافة أو من مجرد شخص يكتب رأيه بكل بساطة على الانترنت فيجب تكميم الكل ليبقى لا صوت الا صوت الحاكم و مؤيديه.

ورسالة إلى المغيبين من اللجان الإلكترونية :

الوطن لا يدافع عنه بهذا الشكل الوضيع، مستحيل بذائتكم على كل معارض هي التي ستحمي الوطن

مشاكل الوطن ستحل بسماع كل الآراء وبالمناقشة و تبادل الأفكار و الحجج سنصل للحلول، ليس بالسب في كل معارض، و اتهامهم بالخيانة و التمويل و احتكار الوطنية و حرية الرأي لأنفسكم و الادعاء بامتلاك الحقيقة المطلقة، فالوطن للجميع ليس لفقط لمن يوافقوا النظام الحاكم في كل شئ.


  • 1

   نشر في 22 يناير 2018  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا