قمة مكة الرباعية وعلاج أزمة الأردن.. - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

قمة مكة الرباعية وعلاج أزمة الأردن..

قمة مكة الرباعية وعلاج أزمة الأردن..

  نشر في 11 يونيو 2018 .

قمة مكة الرباعية وعلاج الأزمة الأردنية..

هيام فؤاد ضمرة..

التطورات التي حدثت في الأردن وثورة الشارع الأردني دقت أجراس التنبيه للمخاطر التي تحدق به من جوانب عديدة وتخنق عليه الأنفاس، والتي يخشى أن تزحف إلى دول مجاورة تعيش الواقع المشابه وشعوبها تتململ في مواقعها من ضغوض الحالة، هذا الحال وضع المشكلة الأردنية بين أعين حكام الخليج الأكثر ثراءً بلا تردد بل وبرغبة أكيدة بإلقاء طوق النجاة أمام حكومة الأردن ليتشبث به وينجو من الغرق المؤكد، بالأخص أن الأردن رغم ما يتعرض له من ظروف اقتصادية متدهورة كان دوماً يقف عنصرا مسانداً للأزمات الخليجية والعربية ولم يتواني تحت أي ظرف من أن يدعم أمنها بالطاقة البشرية المدربة جيدا لتكون في جاهزيتها في موقع الحدث.

على غير عادة العرب كان رد الفعل هذه المرة سريعاً والتحرك باتجاه الحلول أسرع بما يتواءم مع حجم المشكلة الأردنية التي تحتاج لحقنة دماء في الوريد سريعة، فدعا الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود إلى قمة تجمع الملك عبدالله بن الحسين ملك الأردن مع قادة الخليج الثلاثة الذين أبدو استعدادهم لتقديم العون إلى الأردن ليقوى على تجاوز أزمته وايجاد طريقة ملائمة وكريمة لرفع أثر الدين عنه وايقاف ضغوط البنك الدولي، وكانت كل المساعدات الدولية والعربية توقفت في وقت واحد عن الضخ باتجاه الأردن مما جعله يتخذ العديد من الاجراءات المجحفة بحق الشعب لاغلاق الفجوة المالية على حساب جيب المواطن خلافا للطرق المتبعة عادة في مثل هذه الظروف.

وكان يخشى على الأردن الشقيق تأجيج الشارع وثورته وانهماكه بالدعوة للاعتراض والاستنكار خوفا من تكرار السيناريوهات السوداء التي حدثت في الدول العربية الأخرى، والخوف من أن تخترق صفوف المعتصمين شياطين التخريب وزارعي الفتن المدمرة، وللمعرفة الأكيدة أن الشعب الأردني وصل حالة من فقدان الصبر والاحتمال وهنا على الدولة أن تغير أسلوبها في المعالجة وتبحث عن الدواء الشافي بأقل المخاطر وتحصرها ضمن الاختصاصات حتى يمكنها التعامل مع كل منها وفق حاجتها ومضامينها.

عقد المؤتمر في مكة المكرمة قريبا من الأماكن المقدسة ربما لنية طيبة ايجابية تواجدت عند الداعين في أن يشهد الحدث عليهم سيد الأنبياء والمرسلين محمد صلوات الله عليه حيث يطل المكان على موقع قبره الطاهر القريب، برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وبحضور جلالة الملك عبدالله بن الحسين الثاني ملك المملكة الأردنية الهاشمية وولي عهده الأمير حسين بن عبدالله الثاني وحكام ثلاث دول خليجية هي الأغنى على الإطلاق هم بالدرجة الأولى الملك الداعي سلمان بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية، وصاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة ورئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وامتنع الشيخ زايد أمير دولة الإمارات عن الحضور موكلا مهمة الإنابة بالشيخ محمد بن راشد آل مكتوم كونه نسيب الملك عبدالله بن الحسين الثاني وحتى يتحاشى اللقاء بالشيخ صباح الجابر الصباح أمير دولة الكويت على خلفية خلاف سابق.. حيث ناقش الجميع متطلبات سبل دعم الأردن الشقيق للخروج من أزمته الاقتصادية وايجاد طرق لرفع هم الدين للبنك الدولي وتعهدت الدول الخليجية الثلاثةبتقديم حزمة مساعدات يبلغ حجمها 2مليار ونصف المليارفي إطار الحل المستعجل ووضعها وديعة في البنك المركزي الأردني لدعم الدينار الأردني ودعما سسنويا تقرر تقديمه لميزانية دولة الأردن من صناديق التنمية للمشاريع الإنمائية.

تأتي مبادرة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في دعم الأردن لتؤكد طبع الأصالة وأخلاقه النبيلة في وقوف الإخوة والأحبة إلى جانب الدولة المغرومة ليتجاوز الأردن محنته وتعود إليه عافيته بعيداً عن المضاعفات الخطيرة وهذا لعمري قمة التعاضد والتكافل بين الدول العربية إذا ما انتفت ضغوط أخرى وراء الكواليس، وتأتي هذه المواقف المشرفة لتؤكد ريادة المملكة العربية السعودية تجاه أشقائها العرب والمسلمين وتمثل خلقا اسلاميا أصيلا في التآخي والتعاضد.

ولا يسعنا هنا إلا أن نستذكر تلك الانتقادات التي طالت المملكة العربية السعودية في الآونة الأخيرة ومحاولات تشويه صورتها والتشكيك بقيادتها فنقول في محضر التعذر على هونكم يا عرب فالدم في العروق لا يحتمل كل هذه الجراح ومن أسوأ ما قد ترتكبون هو تعميق الفجوات وبث السم بالدماء الأصيلة حينها ستموت المرءة وتموت آخر أنفاس العرب.

البعض نظر نحو عملية الانقاذ الثلاثية الخليجية للأردن هذه على أنها ليست إلا رشوة لجر المملكة الأردنية وملكها للتنازل عن حق القدس والاعتراف بها عاصمة للصهاينة وأنها تستخدم للضغط على الملك بقبول الاعتراف بها عاصمة لدولة الاحتلال، ولست ملزمة بتصديق هذا وإن كان هناك إمكانية لوجوده لأن ملك الأردن أعلن موقفه الواضح من القدس ومقدساتها وهو أهلا للتمسك بمبادئه العليا.

ثمة خوف عربي ويهودي من انهيار الأمن والاستقرار على طول حدود فاصلة بينهما تعد الأطول وتبلغ حوالي 600كم وأطول منها الحدود مع السعودية نفسها والخشية من تسرب فكر الثورة على الواقع عبرها، حيث باتت الأردن سرة الوطن العربي0

ودعوتي في نهاية المطاف أن يعود بالعرب تماسكهم وتعاضدهم على فعل الخير تجاه بعضهم البعض ليقوى بهم الحال ويتغيروا عن ذي الحال في الضعف والتفكك ، تماسكهم في مواجهة الصعاب هو المظهر الصحي لتماسكهم في كل شيء وفي كل أداء، فما من دولة عربية لا تستهدف بمطامع الغرب المهووس بالهيمنة والاحتلال الاستعماري بأي من أشكالة المباشرة وغير المباشرة.

فشكراً جزيلاً للثلاثي الخليجي تحركه المشرف السريع لانقاذ الأردن وشعبه المطحون في أغلبه بالفقر.



  • hiyam damra
    عضو هيئة إدارية في عدد من المنظمات المحلية والدولية
   نشر في 11 يونيو 2018 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا