عندما وقعت "هجمات باريس" تبادر الى ذهني سؤالان الاول منهما ما هو الهدف الاستراتيجي لهذه الضربة؟ أما الثاني هل داعش دولة؟ وللإجابة على السؤال الثاني يتضح لنا ماهية السؤال الاول في التعريف العام للدولة تنقسم الى ثلاثة اقسام نظام وأرض وشعب وتحليلا للمعطيات والاحصائيات المتوفرة فداعش موجودة على أرض مساحتها في أقل التقديرات العالمية ما بين 80 الف ميل مربع الى 90 الف ميل مربع أي ما يعادل بريطانيا العظمى مساحة، أما عن الشعب ففي اقل التقديرات العالمية ثمانية مليون نسمه يعيشون تحت وطأة ارهاب داعش . و نظام لأي دولة تنتمي الى عالم الدول الثالث من محاكم ،وشرطة و حكومة امنية معقدة بقيادة موجودة على الارض .ويقال أن لكل جيش عقيدته العسكرية فإن داعش تتخذ من قطع الرؤوس وحرق الاحياء و جميع الاعمال البربرية التي لا تمت الى الإسلام والعروبة بشيء تكتيكٌ عسكري لأثاره الرعب في قلوب الخصوم . العقيدة العسكرية الهجومية لداعش فهي تستخدم سلاح المفاجأة الذي يعد من اهم الركائز في حرب العصابات ،وتكتيك الحرب الخاطفة او "الهجوم السريع" الذي يربك الخصم ،ويفقده السيطرة على قطعاته. العقيدة الدفاعية لداعش تلغيم حدود المدن ،وحفر الخنادق الدفاعية و تشكيل خطوط دفاعية داخل المدن .اذاً نحن أمام دولة يا رفاق! ليس من باب التهويل بل من باب تقدير الموقف . الدول في العالم الثالث هي دائماً في حاجة ماسه وملحة الى الكوادر الفنية والمتعلمة والمتمرسة لكي ترتقي بها الدولة ويتضح لي ان "هجمات باريس "ماهي الا استراتيجية كبرى تنتهجها داعش وتتحالف معها الاحزاب اليمينية المتطرفة في اوروبا تحالفاً تكاملياً للإنشاء انقسام ديني في اوروبا بين المسلمين والمسيحيين بما يترتب على ذلك طرد المسلمين وبالأخص الكوادر المتقدمة منهم الى دوله داعش على غرار هجره اليهود الى الكيان الصهيوني ويبقى السؤال الأهم
هل تنجر اوروبا الى الهدف الاستراتيجي ؟