كذا و كذا و كذا، نسمع من الاخبار الكثير، تصم آذاننا و لا ندري الخاطئ منها و الصحيح، الكل يفهم و الكل يعرف و الكل يحلل و الكل يفتي و لا أحد ينصت.
نعم يا سادة نحن من داهمتهم مصيبة و لم يتكلفوا عناء البحث عن الحل بل ننتظر شمال عالمنا ليبرّ إخوته في الجنوب. هل هانت علينا حياة أحبتنا ام نحن في سكرة لا نفيق.
نعم و نِعم المسلمون نحن، نعم و نِعم الاتقياء نحن، إذ لا يمس المسلمين من ضرّ إلا العاصون منهم. أما التائبون القانتون فهم في سدة الشفاء والهناء، و الفرح و الغنى، و الشبع و الاكتفاء.
اما و أني قد غلوت و منكم من يرى أني كفرت، لكن جعلكم هذري تفكرون، ولو للحظات كسرَت جمود عقولكم، و ربما يجن جنونكم ، و لو لبرهة حركت ما مات من فؤادكم.
و اما و قد أفاق منكم من أفاق فإني قائل: ما هناء العبد الا بصنع يديه، وما يرضى عنه الله الا ان يرضى عنه عباده، و لن ناكل الا أن نزرع و نحصد، و لن نبرأ الا أن نتداوى، و لن نغتني الا أن نعمل، و لن نكتفي الا أن نسعى، فالخمول ذنب و الاتكال معصية، و كِبر المؤمن كفر.
هل من سامع..
علموا اولادكم غير علوم آخرتهم، ففي دنياهم عزتهم و عزة دينهم و في آخرتهم جزاؤهم بما ٱعز بهم دينهم. اذ كل دولة تقوم بافراد تسعى في الارض كدا و عملا، و تهبط إن هم التزموا المعابد عبادة او جزعا، فقد ولت معجزات الانبياء أن يطعَموا خبزا من حجر او يكسبوا حربا في قلة العدد.
قوموا الا مدارسكم او مكاتبكم او تجارتكم او زراعتكم، و اخلصوا، و اصدقوا، و احبوا العمل، و ضاعفوا الجهد، وصارعوا خمول النفس، و كابروا طبع الكسل، إذ لن نكون أحسن ٱمة ٱخرجت للناس دون ان نكون أحسن ٱمة تُخرج للناس أفضل العلوم و الدواء و الغذاء.
رب شدّة تحمل وراءها خيرا عظيما و ها نحن في غمة تقول طياتها ما لم نتعلمه من سنين؛ أن الإتكال يبعث الى الفناء و خير الناس من إكتفى و كفى.
هل خاطبت عقلا يصارع سباته ليفيق و يقاوم لذة الخمول ليسعى،
أم ان عقل المسلم ولد من رحم.. ميت..
-
مهدي بنخوداكتب اذا اختنقت الكلمات في صدري، فتخرج مغترة مزهوة كأنها ايات من كتاب مقدس