قصة ( أبو شون مع النمر)

قصة حقيقية :

أخبرني رجل كبير في السن من الجماعة واسمه مسعد من الحبالين  من ولد محمد بالمدينة المنورة وكنيتهم أبو شون ( والشون هو العصا الغليظة الطويلة وهي كنية لجدهم وشهرته أبو شون) وكنت سألته عن حقيقة قصة أن جده قد جبر يدي النمر بالمدينة المنورة فذكر لي القصة بالتفصيل والتي مر عليها تقريبا مئة عام فقال:

إن جده كان يكمن للصيد ( الغزلان ) عادة على الماء في جبال البيضاء ( المنتزه البري حاليا بالمدينة المنورة ويقع شمال المدينة المنورة ) وفي إحدى المرات وقبل الفجر وكان قريب من الماء ، شاهد الضبعة والنمر تقابلا على الماء ، فرفع النمر يده ليضرب الضبع ولكن الضبع عض ذراع النمر وكسرها ثم رفع النمر يده الأخرى ليضرب الضبع ولكن الضبع أيضا عض يد النمر الأخرى فكسرها فسقط النمر على الأرض ويديه مكسورة فقام الرجل وكنيته أبو شون برمي الضبع ، فقتله ، ثم إقترب من النمر ومسح عليه وقص من أكمامه وكانت واسعه في ذلك الزمان وتسمى ( ردون - مشابهة للباس التقليدي للعرضة السعودية ) ثم قام بوضع جبيرة من الأعواد وشدها بالقماش وجبر يدي النمر وكان يحضر له اللحم من الصيد كل يوم عند الماء وبعد أسبوعين لم يجد النمر ، فعرف أنه تعافى وذهب ، وإرتحل  ( أبو شون ) وجماعته من ولد محمد من جبال البيضاء وذهبوا الى ديارهم البعيدة وبعد ٦ أشهر عادوا مع إبلهم وحلالهم ، وعند إقترابهم من جبال البيضاء ، نزل من الجبل سبع وأتجه نحوهم فأراد جماعته رمي السبع والذي كان نمر ولكنه رأى القماش الأبيض مربوط في يدي النمر فعرف أنه صاحبه فمنعهم من قتله وأستقبله فتعلق النمر فيه وضمه كأنه رجل ، في منظر مؤثر من هذا السبع المفترس وكان يمشي بجواره حتى غادروا المنطقة ، قصة عجيبة حقيقية تمثل وفاء هذا الحيوان المفترس وشجاعة هذا الرجل النادرة ( أبو شون رحمه الله) . ولازالت تروى هذه القصة حتى الآن ) ، كما يشير الى تواجد النمر العربي في جبال البيضاء والتي تكررت روايات عديدة حديثة بتواجده فيها حتى الآن .

كتبه ( ضمن توثيق القصص والموروث الشعبي للمدينة المنورة وما حولها )

المهندس منصور محمد المحمدي

المدينة المنورة

mansourmf@gmail.com