في جانب إحدى الحدائق في المدينة هناك مقهى عتيق لا يقدم إلا المشروبات الشعبية (شاهي - قهوة) ، صاحب المقهى هو النادل وهو المحاسب لا يوجد كثير من الزبائن لهذا المقهى عدا زبون دائم يدعى علي محمود ، في احد الايام اثناء جلوس السيد علي مع قهوته المضبوط وجريدته التي يطلع فيها على أخبار المدينة اليومية وأخبار الموتى جلس صاحب المقهى يفتح الحديث معه غير حديثهما المعتاد " واحد قهوة مضبوط وكوب مياه - حسابك ثلاثة دينار يا سيدي " سأل صاحب المقهى علي لماذا ايها السيد متمسك بالمجيء اليومي الى هنا برغم سوء خدماتنا والجودة الرديئة لكراسي السعف لدينا بالرغم من وجود عديد المقاهي بديكور افضل وخدمات افضل. ابتسم علي وبعد التنهد قال يا سيدي بعد المجيء الى مقهاك يوميًا لمدة ثلاثة شهور انت لست غريب علي اكمل حديثه بعد دقيقة صمت يا سيدي الكريم زوجتي قد تركتني قبل ثلاثة شهور وذهبت لإني موظف براتب بسيط لا يستطيع تلبية طلباتها المبالغ فيها ، هي تجلس في البيت ثمان ساعات تعد طلبات مستحيلة في المقابل انا اعمل ثمان ساعات لتحقيق هذه الطلبات ولو لم احقق طلب واحد من القائمة تصرخ وتغضب علي وتحكم على حياتها بالحياة السوداء لمجرد انني لم استطع تحقيق احدى الطلبات ، قبل ثلاثة شهور ذهبت دون ترك اي اثر ورائها الا رسالة مكتوب فيها "علي لقد ذهبت اتمنى لي حياة افضل من الحياة معك." هذا مضمون الرسالة بالحرف الواحد يا سيدي انا اتيت الى هنا قبل سنة وشهر بالضبط كانت فترة الخطوبة جئت الى هذه الحديقة انا وزوجتي كانت شريكة حياتي المثالية وقتها كنت تواق الى حديثها والخروج معها قبل ان تتغير بعد شهرين من الخطوبة وقبل شهرين من زواجنا سبب مجيء الى هذا المقهى يوميًا بسبب المكان لكي اتذكر خداع البدايات وفي نفس الوقت بقاء هذا المقهى على حاله منذ افتتاحه بهذا الشكل الاصلي فلم يتغير بتغير باقي المقاهي مازال محتفظ بأصله وبكراسيه السيئة تمنيت لو كانت حبيبتي مثله اما بالنسبة للجريدة شغفي لهذه الجريدة ليس الاخبار اليومية او الاقتصاد انا فقط اتابع الجريدة لعلي القى خبر عنها او عن وفاتها فلعل شخص بائس مثلي يسعده خبر عنها او حتى وفاتها فهي يا سيدي الكريم حتى لم تتمنى لي شيء في رسالتها تمنت لنفسها وحسب كم هي انانية لا تستحق شخص مثلي.