«جراند بيش » - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

«جراند بيش »

رحلة إلى البحيرة !

  نشر في 23 يوليوز 2023 .

أحس بنوع من الشرود… يختفي ازدحام الأفكار وتضاربها من الوجود! تتحرر مشاعري من كل سلبية…نوع من التخدير الجزئي لكل ما هو سيء، لكل رداءة!

تسحبني هذه الحالة الآن بقوة إلى عزلتي، إلى قلمي الذي صار بطل خلوتي!

السيارة تجري في هذا الطريق السيار على سرعة المئة كيلومتر، تسابق رياح "وينيبيغ "الجريئة المتوحشة التي تتطفل علينا من النوافذ المفتوحة فتلهو بشعري وتعبث به كعادتها يمينا وشمالا، صوت "آديل" القوي الشجي يصيح بنغم صاخب فيضع اللمسة الأخيرة للَّوحة التي تتوسطها أشجار وخضرة وشمس دافئة.

صغيرتي تلهو تارة و تصرخ تارة من التعب والعَياء بعد ساعة من الجلوس على الكرسي الذي لا تطيقه خصوصا إن طالت المسافة وابتعدت الوجهة!

وأنا أفكر في اللاشيء، أسمتع بالهدوء والمناظر، توقفنا قليلا لأخذ بعض الصور واستأنفنا بعدها طريقنا نحو الشاطىء "جراند بيش".

لطالما تساءلت كيف لبحيرة أن تُدعى شاطئا؟ ربما لأنني تعودت بعد العيش طويلا في مدن ساحلية أن الشاطئ يكون فقط على البحر، وكثيرة هي البحار التي يزخر بها موطني!

بعد وصولنا، أثارني جدا هدوء المكان…سكينة الناس…نظافة الرصيف…كل شيء كان منظمًا حدّ الكمال!

على يسارنا غابة مرتّبة تزخر بكل وسائل الترفيه، ألعاب من أجل الصغار، مراجيح، طاولات، بالإضافة أنها زاهية الألوان تبعث الطمأنينة في النفس!

على اليمين ممشى طويل، محلات لبيع مستلزمات السباحة،و بعض المطاعم.

النوارس تحلق بحُرِّية، تحط رحالها على الرمال ! نعم! توجد رمال أكثر نعومة من تلك التي تعودتها في الشواطئ وتفوقها نقاوة و صفوة.

تقترب إحدى النوارس من بعض المصطافين لتخطف ما تبقى لهم من فتات وتلوذ بالفرار من جديد! حاولت التقاط بعض الصور لكني لم أنجح لأنها سريعة في الهرب والتحليق عاليا، أَزْعَجَها بُطْئي في اختيار الزاوية المناسبة فأَبَتْ أن تنتظِرَني!

نلهو بالمياه، نجري أنا وصغيرتي في كل زاوية، عدت للطفولة من جديد، تذكرت أيام الصبا حيث كان للصيف طقوسا عظيمة واستعدادات كبيرة!

‎استحضرت طعم السردين المقلي…الفلفل المشوي…والعصائر المثلجة.

‎كل شيء كان حقيقيا جدا في موطني…البحر شديد الزرقة…الأمواج لها هيبة…الصخب على الشاطئ كان له دويٌّ عظيم!

هنا شعرت أنه مزيف، أو بالأحرى مختلف عما تَعَوَّدَتْهُ ذاكرتي لكنه منظّم…مرتب…و هادئ حدَّ الإلهام!

بدأت أرى مواطن الجمال هنا، أعيشه، و أستلهم منه ما أكتبه! 


  • 1

  • سناء لعفو
    أنا سناء من المغرب مقيمة جديدة بكندا ، اكتشفت الكتابة منذ سنوات لكنها في غربتي صارت شغفي و ملاذي الذي ينقلني إلى عوالم مختلفة، نصوصي هي عبارة عن أحاسيس أعيشها فأنقلها لكم على شكل كلمات ☺️ أتمنى أن تشاركوني آرائكم وتعلي ...
   نشر في 23 يوليوز 2023 .

التعليقات

Uma's world منذ 9 شهر
قلمك يكتب دواخلي .شكرا
0
سناء لعفو
أهلا بك صديقتي شكرا لك أنت على المرور العطر
Uma's world
يسعد قلبك سناء 💗

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا