القصيده الأولى.. محاوله على شرف فنجان قهوه
محاوله على شرف فنجان قهوه
نشر في 22 فبراير 2015 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
تجربتي قديمه بدأت ببدء سني الطفولةِ الاولى ، ببدء نظم الكلمات الاولى في سن الثامنه عشر ، منذ ذلك السن وأنا أبحث عن تمام القصيده والفكره ، والى الان لم أنهي رحلتي ، والان ككل مره ، بطريقتي الارتجاليه المعتاده ، على شرف قهوتي الصباحيه ألهثُ خلف المعنى .
أحاول سبر غور الإحساس عله يحمل مطرا ً جديدا ً ، كل مره أخرج بقراري الحاسم لم أجد بعد مايكمل مالدي ، أنظر الى فنجان قهوتي لايزال منتصف الرشفات ، تشكلت خطوطها الدقيقه داخل خزف الفنجان ، أشعل لفافة تبغي الجديده وأخرج بقراري الحاسم ، لابد من البحث عن أخيلة شاعر قديم ، لم أعرفه من قبل ، لم أقرأ أحاسيسه في الكلمات بعد ، وأسرف الوقت في النبش والبحث ثم يرشدني ظل شاعر كان حيا ً لظل شاعر ٍ آخر كان حيا ً ، وأعرف أن جُلَّ الشعراء قد ماتوا إلا أن أسمائهم محفوره في الذاكره بفضل ما تركوه خلفهم من أعمال ، أو دوواين ، أو قصائد .
ثم يراودني هذا الاحساس العميق ، وأسأل روحي كأني أحقق معها ، لاتزال مجهولا ً حتى من نفسك ، وتسأل مجدد ا ً ماهو الشعر ؟ هل هو تجريد المعنى عن الواقع ، وفصل الواقع عن العاطفه ؟ ويأتي الجواب قويا ً " لا" إن الوقائع هي نواة " الشِعر " لكنهـا بعاطفة ٍ مكثفــه ، فتخرج الكلمه كالعروس حائره حينا ً أو خائفه أو فرحه .
هو الواقع إذن أرضيــة الشعر الاولى ، تلك الارضيـه بماتحوي من زمان ٍ ومكان ٍ وادوات ، هي نفس الارضيه التي أقلت أمرؤ القيس الى المتنبي الى ابي العلاء المعري الى شعراء الاندلس الذين علموا أوروبا في ذلك الوقت ماعلموها الى أحمد شوقي وحتى نزار وشعراء المقاومه الفلسطينيه وعلى رأسهم شاعر الحداثه " محمود درويش " أعلم أخيرا ً أن تجربتي جدُّ حديثه بل لم يكد يغرب عليها نهار اليوم الاول وأن هذا العمر بما مضى قدلايعدو ساعات متواليه في هذا النهار الذي لم تبدأ شمسه ُ في الغروب ، وياله ُ من عمر يمضي دون قصيده ، ذلك حال الذين رضوا بالقشور وتكاسلوا في الوصول الى اللب ، حال اولئكَ الذين إعتادوا الملذات وتركوا لغيرهم مهمة التماهي في الاعماق .
أخيرا ً أبصر ماظل في قدح قهوتي المتكرر وكل بدء صباح ، كأن بقاياه تضحك مني ، فأنا لم أزل بعد في تشكل حنيني وتجربتي الشعريه ، وأخترت عنواني الاول هنا بإسم " القصيده الاولى " لاكتبها نثرا ً كتعريف وفيما سيأتي ، شكل ُ عله يكون ذا معنى .
" يسارعبد الرحمن "
-
يسارعبدالرحمنيسارعبد الرحمن " للأدب العربي سحره تجرعتُ شيئا ً من إكسيره ِ الساحر "