(خمسة مقارنات بين ترامب وهتلر) بقلم: محمد التميمي - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

(خمسة مقارنات بين ترامب وهتلر) بقلم: محمد التميمي

بقلم: محمد عطاالله التميمي / ناشط سياسي فلسطيني

  نشر في 23 يناير 2017  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

ترامب: إعادة البعث للنازية بمفاهيم متجددة (خمسة مقارنات بين ترامب وهتلر)

بقلم: محمد عطاالله التميمي / ناشط سياسي فلسطيني

مع وصول الرئيس الجديد للولايات المتحدة دونالد ترامب الى سدة الحكم في البيت الأبيض، تتسارع عجلة الأحداث لتظهر ملامح المشهد الأمريكي المقبل، بل وأيضا المشهد الدولي في ظل إدارة أمريكية من المتوقع أن تتفوق على سابقاتها في سياق الخطوات الخطيرة جداً التي قد تقدم على إتخاذها، الأمر الذي سيدخل العالم ككل في أتون أزمة تعيد الى الاذهان الأزمات التي مهدت للحربين العالميتين اضافة الى الصراع مع الاتحاد السوفييتي على ساحات جليد الحرب الباردة.

على الصعيد الداخلي تبرز تحديات الأمن الاقتصادي والاجتماعي التي إستعرضها ترامب خلال حملته الانتخابية المسعورة، حيث لم يتوانى في طرح حلولٍ أقل ما يقال فيها أنها "تعقيد للأزمة"، سيما أنها حملت طابعاً عنصرياً إقصائياً إزدرائياً للأقليات التي سكنت بلاد العم سام لعقود طويلة وساهمت في تطويرها وتنميتها في شتى المجالات، حيث حملت تصريحات ترامب الكثير من التهديد والوعيد خصوصاً للأقلية المسلمة ولذوي الأصول المسكيكية والقادمين من عموم أمريكا اللاتينية، محملاً إياهم المسؤولية عن الكثير من الإشكاليات التي تعانيها الولايات المتحدة.

وعلى الصعيد الخارجي يستحضر الرئيس الجديد صراعات جديدة ويرفع من مستوى الاشتباك السياسي في العالم مع تصريحاته العنصرية ضد المسلمين وضد حلفائه الأوروبيين وحلفاء الشرق الأوسط ممن لطالما أطلقت عليهم واشنطن مصطلح "معتدلين"، كما وأن إنتقاد ترامب ومن وراءه حلفائه في الحزب الجمهوري لسياسات ادارة سلفه أوباما في التعامل مع الأزمة الأوكرانية والسورية، وما يراه تواطئاً غير مبرر تجاه التحركات الروسية يجعلنا نتكهن وبالرغم عما قيل انها تصريحات إيجابية من ترامب تجاه موسكو أن التصعيد قادم في العلاقات المتوترة أصلاً بين القطبين المتصارعين تاريخياً.

وللوقوف عند طبيعة المقارنات التي سأحاول اليوم رصدها للمقاربة بين طبيعة شخصية ترامب وشخصية هتلر، ألخص بعض التصريحات والمواقف والسلوكيات من كلاهما، لمحاولة قراءة طبيعة المرحلة المقبلة بالاستفادة من الماضي وتجلياته.

(بين عصبة الأمم، والأمم المتحدة)

(هتلر): في أكتوبر من عام 1933، بعد حوالي تسعة أشهر من تعيين أدولف هتلر مستشاراً لألمانيا، أعلنت الحكومة الألمانية إنسحابها من عُصبة الأمم.

(ترامب): أكد ترامب في رده على سؤال صحفي في ديسمبر من عام 2016، أن الإمكانات الهائلة التي تتمتع بها الأمم المتحدة لا تتناسب مع مردود هذه المنظمة، معتبراً أن هذه المنظمة تشكل مضيعة للوقت.

وهذا يعكس الرغبة بالانعزال عن العالم وقوانينه وأنظمته لدى الطرفين.

( العداء للأقليات في المجتمع)

(هتلر): مع وصول أدولف هتلر في العام 1933 للحكم في ألمانيا، أعلن العداء لليهود على أساس دينهم، ولم يخفي العداء لمن ليسوا من أصحاب العرق الأري سواء كانوا يعيشون في ألمانيا أو خارجها.

(ترامب): في خطابه الأول بعد تقليده رئيساً للولايات المتحدة، أعلن دونالد ترامب الحرب ضد المسلمين حين قال أنه سيعمل على توحيد العالم "لمحو الإسلام المتطرف من على وجه الأرض"، وبذلك تبرز وبوضوح الصورة الحقيقية لموقفه المعادي للمسلمين على أساس دينهم، اضافة الى العداء للاقليات الأخرى من اللاتين والأفارقة وغيرهم.

(لعبة التحالفات)

(هتلر): لم تتمتع العلاقة بين نظام هتلر النازي وحلفائه في دول المحور كاليابان وإيطاليا بالكثير من الإنسجام أو التفاهم، حيث لم يكن هتلر يبدي تجاه حلفاءه الاحترام الكافي الذي يؤهل التاريخ ليجعل من قصة تحالفه معهم قصة نجاح، خصوصاً مع استذكارنا للنتائج الكارثية للحرب العالمية الثانية على ألمانيا واليابان وإيطاليا اضافة الى النمسا.

(ترامب): بالرغم من الدفء الذي إتسمت به العلاقة بين واشنطن وحلفاء الناتو منذ إنضمام الولايات المتحدة للحلف كمؤسس في العام 1949، إلا أن ترامب لم يتردد في القول في سياق مقابلة له مع صحيفتي "بيلد" الألمانية و"تايمز" البريطانية، إن حلف شمال الأطلسي "منظمة هامة لكن الزمن عفى عليها"، منتقداً سلوك الحلف وفشله في معالجة الكثير من القضايا الدولية والارهاب الى ما غير ذلك.

هذه التصريحات أثارت قلق دول الحلف وأثارت زوبعة إعلامية حول مصير هذا الحلف الذي يعد جدار دفاع لأوروبا في مواجهة الدب الأبيض.

(إختطاف الحزب)

(هتلر): لم يتوانى الزعيم النازي بعد وصول حزبه الى الحكم في المانيا من البدء بخلق التغيير الجذري داخل حزبه النازي، حيث قام بإقصاء كل من حاول الاختلاف معه ليضع خيوط التأثير في حزب العمال القومي الاشتراكي الألماني بيده فقط، متوعداً كل خصومه الداخليين بانتزاعهم الى الأبد.

(ترامب): لم يحدث أن وصل رئيس جمهوري للولايات المتحدة على أنقاض صراعات محتدمة مع خصومه الاخرين داخل الحزب، حيث أكد الكثير من زملائه في الحزب على عدم دعمهم لترامب في صراعه الرئاسي رغم تمثيله لحزبهم، وذلك نظراً لسلوكه العدواني والاقصائي تجاههم وتجاه الاخرين، الأمر الذي أدخل الحزب الجمهوري في فوضى عارمة حسبما أفادت وسائل الإعلام الأمريكية.

(الإنفاق العسكري)

تتشابه أيضاً النظرة بين الشخصيتين تجاه القوة والعظمة الذي تمثل القوات المسلحة إحدى أهم تجلياتها، فمع وصول هتلر الى الحكم باشر بزيادة الانفاق العسكري ورفع من مستوى كفاءة جيشه ليدخل العالم في سباق من التسلح العسكري، وكان يعد دائماً بتطوير جيشه وقدرات بلاده وزيادة نفوذها في مختلف المناطق في العالم، ويتكرر الأمر مع دونالد ترامب الذي أعلن نيته زيادة الإنفاق العسكري ورفع مستوى الفعالية لضرب "داعش"، متوعداً إيران وكوريا الشمالية بخطوات عقابية خطيرة، قد تجر العالم الى مزيد من التوتر، ولربما لا قدر الله، إلى حرب عالمية ثالثة تحرق الأخضر واليابس.

وبالرغم من هذه التشابهات التي حاولت رصدها في مقالي اليوم، إلا أنني لا أدعّي الجزم في توقعاتي تجاه المستقبل، إلا أننا نتفق جميعاً أن العالم يدخل في نفق مظلم إذا ما سادت أفكار التطرف والكراهية للاخرين، وأصبح الحديث فيها علنياً وبدون مواراة.


  • 4

   نشر في 23 يناير 2017  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !


مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا