نبئنا بتأويله
تأويل مفرط في حضرة عمر، ترى ما ردُّ فعل الفاروق؟
نشر في 26 أبريل 2020 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
إن الحديث عن رجل يدعى عمر بن الخطاب هو بمثابة فتح سفر من أسفار التاريخ العظيمة، الناطقة من غير لسان، أو بالأحرى المعبرة عن نفسها بكل لغة و ببيان و فصاحة عابرة للتاريخ. فعمر ذلك الذي حمى الإسلام بكل ما يملك، و اختاره الله ليكون واحدا من حواريي نبيه عليه الصلاة و السلام، لم يخف في الله لومة لائم و لم يدخر جهدا في صون محارم الله و الذود عنها، إنه الفاروق الذي حينما شرب قدامة الخمر بعد تحريمه نصب له مكانا ليقتص منه بوصفه ولي أمر شرع الله تعالى له ذلك، فإذ بقدامة يتأول قوله تعالى: ليس على الذين آمنوا و عملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا ما اتقوا..الآية، فرد عليه ابن عباس حبر الأمة في استغراب و تعجب:
- إنّ هذه الآيات أنزلت عذرا للماضين و حجة على الباقين، فعذر الماضين بأنهم لقوا الله قبل أن تحرم عليهم الخمر، و حجة الباقين لأن الله يقول : إن الخمر و الميسر و الأنصاب و الأزلام رجس من عمل الشيطان..
ثم أتم قائلا : فإن كان من الذين آمنوا و عملوا الصالحات ثم اتقوا و أحسنوا فإن الله قد نهى أن يشرب الخمر.
قال عمر : صدقت..
بهذه العبارة الأخيرة يصادق الفاروق على كلام الفقيه الحبر، و يغلق بذلك بابا من أبواب التأويل المفرط الذي ابتليت به الأمة منذ نزول آي القرآن الكريم، فقد قالت العرب و غيرها من الأمم في القرآن ما قالوا، و لم يصدهم إلا سلطان الخلافة و ردود العلماء القوية التي هيأها الله لتكون حصنا لكتابه الكريم، فأين أنت يا عمر من تأويلات كثير من الشيعة الذين ضربوا الكثير من ثوابت الدين بتأويلاتهم الشاذة، و بعض الصوفية الذين قالوا بقول ابن عربي في مسألة الحلول و أخذ الإنسانية من صفات الألوهية؟ لن ينقذ النص في زماننا سوى أناس وهبوا قراطيسهم و هممهم له ، فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا..
رفع القلم سقط الصنم..
-
عبد الرحمان برداديباحث جزائري
التعليقات
أحسنت..