الشيخ صار رسول من السماء...
ينقطع الإلهام عني، كما ينقطع الحيض عن امرأة بلغت سن اليأس... رغم قساوة القدر والحياة الرتيبة: أشغال منزلية متعددة... حلقات كلام لا تخلو من النكت والنوادر، وحتى الضحكات الخافتة أو الطليقة... حسب الزمان والمكان...
حالي يشكو من ألم ما في جسمي -ولعمري إنه وهمي-، أناوله عشبا لا يضر ولا ينفع. مغلي في ماء وعسل... فتبرأ نفسي الأمارة بالسهو والنسيان قبل السوء. وتدعو لي بخير دعاء...
هناك مستقر لي في ضيعة الحلم. قرية على سفح واد وافر المروج والأشجار. غزيرة المياه. أنهار من الخمرة والمدام. تسبح فيها حور العين. قرية على اسم سلف صالح أو طالح... لا يصلها إلا مغوار، فارسا أو مسافرا في بضع ساعات. لا تهم وسيلة نقله... فكل الطرق منعرجات...
النواعير تجدب الهواء... فتترجمها الطيور لزقزقات. تزهو بها فواكه الأشجار وزهور الريحان. لتنشر عليلا بين البساتين والعرصات. ريح طيبة طروب. تتمر هبات وغنائم للمتسكعين... وفلول العشاق المتربصين...
أنصب خيمتي على قارعة النسيان. أفترش الأرض. أضاجع ترف الوهم والخوف... سيوف مشهرة للإجهاز والفتك على الأماني وأحلام التيه والوله... أحرص وأوفر أسباب الخلوة والانقطاع عن عالم تحرسه فتاوي الأفكار... فحيثيات العزلة مهمة وضرورية، للإستمتاع بوصلة نكاحية رانقة شائقة... ثم أغتسل، لأطلب وأستخبر وأسأل... الله.
أسأل الله الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم... فسواه على صراط المستقيم... وأمر الرجال أن يكونوا شقائق النساء. ففضل المرأة على الرجل بتسعة وتسعين جزءا من اللذة... وألقى عليها الحياء... حياء سقط عن معظمهن... فصارت إذ أعجبها الرجل بشتى الوسائط والتطلعات... طلبت من الشيخ صار مبادرة الإحسان... وتعدد الزيجات... كما فعل السادة الوزراء... والرجل من هذا مسكين... أو ولد الحرام...
لي تسحر مع الدراري ... غا يصبح فاطر...
سعيد تيركيت
الخميسات - المغرب - 21 / 04 / 2015