لذة البُعد.. وحلاوة الفراق!
هناك بُعد محمود، له لذة.. وفراق محبوب له حلاوة!
نشر في 22 فبراير 2015 .
للبعد ألم شديد أكثر من ألم الفراق.. فالفراق نهاية مكتوبة، ونتيجة معروفة، اي كان سببها، ومهما ترتب عليها من نتائج.. أما البعد فلا هو بداية ولا هو نهاية، لا هو جنة ولا هو نار.. لكن ألمه نار، تحرق من تصيبه في كل لحظة يعيشها في هذه الدنيا.. على عكس الفراق الذي يكوي، مما يسبب الم شديد في البداية سرعان ما يختفي، تاركاً أثر في النفس لا يختفي الا بموت الانسان.
للابتعاد صور.. منها انسان سافر خارج وطنه مثلاً.. او آخر فارق حبيبته.. او انسان تغير عما كان عليه في الماضي، فابتعد عن اصله وحقيقته.. كل هؤلاء مُصابون بألم البعد.
وللفراق صور أيضا.. ولكن كلها عندي واحده، لان الصور لها اسباب.. والاسباب والقصص متعددة، ولكن النتيجة واحدة.. وهي الموت!.
ولكن!.. هناك بُعد محمود، له لذة.. وفراق محبوب له حلاوة!!!.
ولكن كيف!؟
سأخبرك.. لو افترضنا ان هناك انسان يعيش في بالوعة مجاري طافحة، فيها من العفن ما فيها، وعليها من القاذورات ما عليها.. ثم جاءته فرصة ليبتعد.. فأبتعد!.. اليس لهذا البعد لذة ؟!.. بل انه اقصى درجات اللذة.. لان الانسان سيعيش على انه انسان، لا على انه صرصار!.
لك ان تتخيل عزيزي القارئ، ان الواقع الذي نعيشه يشبه بالوعة المجاري هذه، حيث لا تصلح لانسان يملك الامل في التغيير حتى يغيره، او يملك اليأس في التدمير حتى يدمره! عملا بمبدأ ” ما هي خربانه خربانه “!!… لا يملك ان يفعل شيء سوى العيش في مكان لا يليق به.. لان واقعه مُقرف، وثابت، وجامد لا يتغير، لا يفزعه ارادة تغيير ولا يفرحه احباط تدمير!.
اما حلاوة الفراق هي فراق الحياة كلها اذا كان على الانسان شر لا يستطيع صده او رده.. فاذا كان الموت وسيلة للراحة من الشرور، فاهلا به، ومرحبا بحلاوته!.
عزيزي القارئ، انا لا ادعوك الى التشاؤم ما عاذ الله، ولكني لا ادعوك للتفاؤل ايضا.. انا ادعوك للابتعاد كثيرا عن الواقع – بالوعة المجاري – حتى تأخذ نفسك، وتراجع نفسك.. لتجدد طاقة الامل التي قاربت على النفاذ!.. وستشعر حينها بلذة الابتعاد، اما حلاوة الفراق فهو امر لا اتمناه لك.. دي حاجه بتاعت ربنا!.
كتب : أحمد يونس (تم نشر هذا المقال لموقع الكتروني قبل ذلك )
http://www.abnaelneel.com/?p=16545
-
AhMed YouNessأحب الفلسفة والادب.. عندي موهبة التحليل والنقد والتأليف.. أقرأ عن كل شيء استطعت القراءة عنه، واكتب عن اي شيء تعلمته لانقد أو لاضيف أو لأحذف.