يولد الإنسان و ينشأ على مجموعة من المُسلّمات ، و يكبر على أن هذه المسلمات لا تُناقش أبداً ، وفي الحقيقة قد لا تكون هذه المسلمات دائماً خاطئة لكن الأكيد بأن الكثير منها أمور غير صحيحة أو يكون فهمنا لها غير دقيق أو حتى بأن يكون الفهم صحيح لكن التطبيق خاطئ ، سأذكر بعض الأمثلة التي توضح هذه الفكرة ، و كل هذه الأمثلة تندرج تحت القاعدة التالية " النظر للعناوين العامة و إهمال التفاصيل " .
أولاً سأقدم شرحاً مبسطاً لهذه القاعدة ؟ " النظر للعناوين العامة و إهمال التفاصيل " .
أعني بهذه القاعدة أن يتوجه نظر الفرد وتركيزه دائماً للقاعدة العامة أو الرئيسية ، و بالمقابل يهمل التفاصيل العميقة المندرجة تحت هذه القاعدة و التي تكون في كثير من الأحيان معاكسة للفكرة العامة أو الفكرة الرئيسية .
فعلى سبيل المثال عادةً ما يكون الشتاء بارداً لذلك تكون القاعدة العامة هنا بضرورة إغلاق المكيف في هذا الفصل ، لكن حين تنظر في التفاصيل سترى وجود بعض الأيام الحارة نسبياً في هذا الفصل ، وهنا من الأفضل تشغيل المكيف ، لذلك يجب علينا ترك القاعدة العامة و تشغيل المكيف في هذه الأيام .
تأتي فترة الإمتحانات ثقيلةً على الطلاب بسبب الضغوط و الجهود المبذولة منهم ، هنا تكون القاعدة لدى بعض الآباء هي القيام بمنع كل الأمور الترفيهية عن الأبناء كاللعب بالكرة أو بالأجهزة الذكية وغيرها ، لكن عند التعمق في التفاصيل سندرك ضرورة وجودة فترة راحة ترفيهية قصيرة للأطفال في هذه الفترة لتقليل التعب و الإرهاق عنهم قدر الإمكان .
أخيراً فكرة نشر المعرفة ، وتعني أنه يجب على من يهتم بالعِلم و المعرفة ، يجب عليه نشر معرفته كاملةً للناس وهذه القاعدة العامة ، لكن التفاصيل تفيد بأن ليس كل ما يعرف يُقال ، ففي بعض الأحيان يسبب هذا النوع من المعرفة فتنة في المجتمع لعدم تقبله لها حتى وإن كانت صحيحة ، و قد تكون هذه المعرفة أعلى بكثير من وعي المجتمع و ربما تُفهم بشكل خاطئ ، و أحياناً يكون المجتمع غير مؤهل لسماع هذه الأفكار .
في الختام أود الوصول إلى فكرة معينة وهي أن لا توقف عقلك عند المُسلّمات فأغلبها خاطئ بل وفي كثير من الأوقات تكون معكوسة تماماً كما بينّا ، و لا تنظر دائماً و أبداً للعناوين العامة ولا تغرك ، ففي كثيرٍ من الأوقات لا تصلح القاعدة العامة لتفسير الموقف ، فالواقع أعقد كثيراً من أن تقولبه إلى قوالب جاهزة مسبقاً لتفسره بها .
عمار محمد
-
Ammarعمار محمد علي ، طالب جامعي محب للعلم