ماذا أنتظر من أخي المسلم الممارس لواجباته الدينية؟
ماذا أنتظر من أخي المسلم الممارس لواجباته الدينية؟
نشر في 17 غشت 2014 .
ماذا أنتظر من أخي المسلم الممارس لواجباته الدينية؟ مواطن العالم د. محمد كشكار
مقدمة منهجية:
لست مختصا في الدين الإسلامي و لا أقصد و لا أدعي من وراء الخواطر التالية إقناع أو هداية أحد، لا لأني لا أطمح إلى ذلك فهي مهمة سامية و نبيلة يطمح لها كل بشر عاقل، بل لأنني أعي جيدا أنها مهمة مستحيلة لم يُكلف بها حتى خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه و سلم (إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَآءُ) و أستوعب تماما معنى الحكمة القرآنية - حسب تعبير الروائي الروسي العظيم ليو تولستوي - أو الآية الكريمة: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم". و اقتداء بالمنهج العلمي، لن أعمم نقدي الانطباعي، لكنني أصرّ على أنه نقد هدام لصنف من التدين المزيف المنتشر و المتغلغل خاصة في مجتمعاتنا العربية الإسلامية و الهدم يسبق دوما البناء.
الخواطر:
- لو كانت صلاته نهته عن الفحشاء و المنكر - و هي للأسف لم تنهه - لَكان أصلَح فرد أخرِج للناس.
- لو كان صيامه منعه من إيذاء الناس ماديا و لفظيا و أشعره بمعاناة الفقراء - و هو للأسف لم يمنعه و لم يحسّسه - لكان ملاكا يعيش بيننا على الأقل خلال عُشر حياته تقريبا (شهر كل عام).
- لو كانت شهادته (لا إله إلا الله) مثلت بالنسبة إليه إقرارا صريحا منه بتحرر الإنسان الفرد من استلاب و تبعية البشر للبشر - و هو للأسف يقولها صادقا لكنه لم يتحمل يوما ثقل مسؤولية تبعاتها السلوكية اليومية - لَمَا ترك الحاكمَ العربي المسلم يستأسد يوما في الرعية و يعيث في الأرض بطشا و ظلما و تجبرا و تكبرا.
- لو كانت زكاته تجسمت في تقرّبه إلى ربه خدمة لمخلوقاته الضعيفة المحتاجة - و هو للأسف نراه يتهرب أو يتحايل في دفعها إلى الدولة أو لمستحقيها ظنا منه أنه الأذكى و هو لا يدري أنه عند ربه الأنكى - لَأصبحنا لغير المسلمين قدوة و مثالا يُحتذي به في التكافل الاجتماعي و لَسبقنا ظلنا و الأمم في إرساء و ترسيخ قيم العدالة الاجتماعية.
- لو كان حجه طهّر نفسه الأمّارة بالسوء من أدرانها - و هو للأسف لم يطهّرها - لأضفنا كل سنة للأمة الإسلامية ثلاثة ملايين فرد حاج طاهر، و لَعمَّ الطهر بلداننا العربية الإسلامية جميعا و أصبحنا "أطهَر أمة أخرِجت للناس".
خاتمة:
يبدو لي أن بشائر هذا الكائن المسلم الممكن و المحتمل الذي أحلم به بديلا للسائد المزيف قد تأتي من البيئة العلمية العقلانية المتوفرة في البلدان العَلمانية حيث تعيش اليوم نسبة كبيرة و هامة من المسلمين المعاصرين (تقريبا 40%).
إمضاء م. ع. د. م. ك.
يطلب الداعية السياسي أو الفكري من قرائه أن يصدقوه و يثقوا في خطابه أما أنا - اقتداء بالمنهج العلمي - أرجو من قرائي الشك في كل ما أطرح من إشكاليات و أنتظر منهم النقد المفيد.
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى، و على كل مقال قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.
تاريخ أول نشر على النت: حمام الشط، الاثنين 11 أوت 2014.