.ياسر عرفات العراقي !!
كلاهما يؤمن بقضيته ، وكلاهما يعشق السباحة ضد التيار في ريح عاصفة ، ولكن كلاهما سيذكرهما التاريخ بأن قضيته كانت رابحة ، وانهما صنعا تاريخاً خاصاً بهما ، الزعيم العربي الراحل ياسر عرفات ، والشخصية الوطنية العراقية المعروفة (( ناجح الميزان )) .
كنت اسمع عن الدكتور ناجح الميزان الكثير ، عن طيبته وعفويته ، وعن بساطته ايضاً ، وكيف انه كان في سامراء قبل مغادرته لها مكرهاً ، يخالط الناس جليساً لهم كما يجالس الخليفة اتباعه ، لكن ليس في ديوان السلطنة ، وانما في احدى المقاهي الشعبية .
ذنبه الذي اتهم فيه بعشرات التهم الباطلة ، انه طالب بحق تفعيل المادة الدستورية التي تجيز اقامة الاقاليم الادارية في المحافظات العراقية ، فأجتمع عليه (( الاخوة الاعداء )) بحلف واحد ، كان من ميزات هذا الحلف انه ضم دعاة (( اقامة الاقاليم الطائفية )) والذين رفضهم بقوة الميزان ، مع دعاة المركزية المطلقة ، والذين انتقدهم ايضاً الميزان .
في زيارتي الى اربيل عايشت الدكتور ناجح الميزان ، وجالسته بين الناس في شارع الاسكان ، واستمعت الى ارائه ، بل وامنت بالكثير منها ، فهو يعتمد اسلوب المخاطبة المباشرة ، والاقناع المبسط ، ولذا فمع اول استكان شاي ، ستجد نفسك ، اكتسبت الكثير من الافكار من رجل ، احب ودرس الفقه الديني لكنه تزوج من السياسة ، ان مايطالب به الدكتور ناجح الميزان ، كدعوة وداعية ، رفضه اهل الجاه واهل الحكم على حد سواء ، ولا اريد المغالاة في وصف حالة كوصف دعاة التوحيد والرسالات السماوية ، وان كان التشبه بسيرهم ونهجهم حلالاً لاحراماً ، ومحبباً لاكريهاً ، لكنني اشبهه بدعوة ياسر عرفات لاقامة دولة مستقلة للاشقاء في فلسطين ، وماعانى منه ابو عمار في حياته ، ممن وصف دعوته بالمستحيلة ، يعاني منه ابو سليمان وجبريل ، ممن يرى في دعوته لاقامة اقاليم في صلاح الدين او الانبار او الموصل او ديالى مستحيلة ايضاً ، مع ان الدستور هو من حكم بين الناس بذلك .
ان الدعوة الى اقاليم ادارية لاطائفية في العراق دعوة ، مشروعة وصحيحة ، وان الدعوة الى تقليل السلطة الابوية الفارغة من المضمون الحقيقي في الحكومة المركزية ، دعوة مطلوبة ومشروعة ايضاً ، وستثبت الايام صحة مايدعو اليه ناجح الميزان ، اليوم او غداً او بعد عشر سنين ، لكن سيسجل التاريخ ، حقيقة ثابته ، فهمناها متأخراً بأن لاكرامة للبلدان بدون كرامة الانسان ، والا لما كان نصف الشعب العراقي يعيش في بلدان اوربية او مشرقية ، تعتبر انظمتها (( كافرة بالنسبة )) لطوائف هذا النصف العراقي المهاجر اليها ، وعندها سيكون السبق لناجح الميزان ، انه دافع عن هدفه وعن مشروعه في ثورة حتى النصر .
-
محمد المشهدانيكاتب عراقي