يعاني الرجل الشرقى فى الدول العربية عموما ومصر خصوصا من مرض انفصام الشخصية او مايسمى "بالشيزوفرينيا" فتجده يعانى من ازدواجية فى المعايير بين مايفكر عنه ومايطبقة ، بين اراءه تجاه موقف وتجاه اخر ، بين مايظهره ومايبطنة .
مما يجعله اشبه بشخصية سى السيد التى جسدها الفنان العبقرى يحيى شاهين فى ثلاثية نجيب محفوظ الخالدة ، شخص حاد الطباع ، طلباته مجابة دائما ، يفعل مايحلو له دائما دون رقيب ، كل مايفكر به او يقوله صحيح دائما ولا يسمح ان يعارضة اى شخص ، واخيرا يتعامل مع كل النساء بوجه حنون ولطيف اما زوجته فلا ترى منه غير وجهه الاخر البغيض والقاسى .
للاسف تلك الشخصية بكل عيوبها وتناقداتها هى التمثيل الفعلى للرجل الشرقى او على الاقل " نسبة كبيرة منهم كذلك " لانى لا احب مبدأ التعميم .
فهو يتعامل مع الزواج على طريقة "لا تقربوا الصلاه" لا يعرف عن الدين سوى "ان الشرع حلل اربعه" ، لا يعترف بحقوق المرأه ولكن يطالب بحقوقة كاملة ، هو دون جوان الذى يتباهى بانه عرف نساء بعدد شعر رأسة لكنه يريد العفيفة الشريفة التى لم يمسسها انس ولا جان كزوجة له .
يتزوج الاجنبية التى كان لديها علاقات لاحصر لها قبله ولكن عندما يأتى لبنت بلده يظل يذكرها ويشكك بها اذا كانت على علاقه رسمية واحده بعلم الجميع قبله , يتهم زوجته بالنكد و هو سببه الرئيسى , يطلب من زوجته انجاب"أورطة عيال" وعندما تفعل يتهمها بانها اثقلت كاهله بالمصاريف وكأنها انجبتهم وحدها ولا ننسى هم اطفاله عند نجاحهم واطفالها عند اى كارثة تحدث لهم , يقضى وقته بين العمل ومع اصدقائه واذا فعلت مثله يتهمها بالتسيب وعدم المسئولية .
يبحث عن اى فتاه ليغيرها فان كانت غير محجبة يريدها محجبة وان كانت محجبة يريدها من دونه يتدخل فى كل صغيرة وكبيرة فى حياتها ويبعدها عن هذه وتلك ولكن اذا سألته هى فقط عن سبب تأخره اتهمها بالتدخل فى حياته والتنكيد المستمر عليه بدون سبب , لا مشكله من ان يتزوج من فتاه اعلى منه فى المستوى الاجتماعى او الثقافى او المالى ولكن ان فعلت مثله فهى " طمعانه فيه " , هو مطلقا وارمل لكنه يرفض الاقتران بمثل من هم فى حالته فيبحث "عن بنت البنوت" ولاتفسير ذلك لدى للاسف سوى انه يتعامل مع كل موقف انه رجل وهى امرأه .
اعلم ان حديثى لن يعجب الكثيرين ويمكن ان يتم اتهامى بالنسوية وانى من اعداء الرجل او انى معقدة ومن انصار نظرية " كلهم مصطفى ابو حجر" لكنها الحقيقة للاسف التى يرفضها الكثيرين , لذلك بدلا من النقد والتشكيك عزيزى الرجل ابحث عن صفاتك السلبية تلك وحاول تغيرها للافضل " اعلم انه على الاقل ستجد صفة او اكثر من الصفات المذكورة فى الاعلى " واذا لم تجد وهذا من النادر بالطبع فاشكر الله على انه اختصك بذلك وجعلك شخصا طبيعا وابعد عنك مرضا يسمى "شيزوفرينيا الرجل الشرقى" .
-
سلمى آدمصحفية , أعشق السينما والموسيقى والكتب الجيدة .. أحب المناقشات المثمرة وأتقبل جميع الاراء بصدر رحب . قلمى سيفي وعقلى سلاحي ..