إذا كانت الدولة ومعها أحزاب " الاجماع الوطني " في المغرب ، تحـْـــدُوهم إرادة جادة و حقيقية لربح رهان النزاع في الصحراء الغربية . عليهم أن يخوضوا جهــــادا كــــذاك الذي تخوضه " داعــش ".
ف" داعش " تجاهد من أجل الرجوع بالعالم الى بدايــــة القـــرن الهجــــــري الأول.
ودولــــة " الاجماع الوطني " في المغرب ، عليها أن توجه حربها الاعلامية والدبلوماسية والجيوستراتيجية ... ضد هيئة " الأمم المتحــــدة " . . لتجبر المنتظم الدولي على التراجع عن تبني المفاهيم التي ابتدعها حول " الحقوق الانسانية '' ومضامينها. كالحق في تقريــــر المصير والمواطنة والديمقراطية والمحاكمة العادلة و الانتخابات والاستفتــاءات النزيهة وهلمجــــرا .
واستبدال ذلك بمفاهيم ذات أصول عريــــــــــقة كتلك التي تتأسس عليها الدولة في المغرب وتتكتل حولها " أحزاب الإجماع " مثل : الـــرعايا الأوفيــــاء ، والبيعــــة مع تجديــــدها ، وتقديم فروض الطاعة والولاء ، وإمارة المؤمنين ، والاستحقاقات التأكيديـــــة ، والراعي والتعليمات ...وما الى ذلك .
وهذا ليس بضرب من المستحيل ف " الأمـــم المتحدة " أضحت اليوم أوهن من بيت العنكبـــــوت .خصوصا بعدما تقلدت بها السعوديــــة منصب رئاســـــة المجلس الاستشاري لحقوق الانسان . على الرغم من كون هذا البلد يضاهي " داعـــش " في قطع رؤوس بني البشر. حيث نجده قد جَــــزَّ على ما لا يقل عن 102 رأس ــ فقـــط ــ خلال الستـــــة أشهر الأولى من السنة الجارية (**). وهو البلد الصديق للنظام القائم بالمغرب والمدعم لرؤيته للنزاع في الصحراء . ويتبنى أيضا مفاهيم / الولاء والبيعة والجلـــد والرجم والعبـــد المملوك والسيد المالك والخدم والحشم .../ .
وهذا سيشكل لا محالة مصدر قوة تُمكن المغرب من " فَـعْـفَـعَة" العالم بأسره وليس السويـــد لوحدها . لإجبــــار الكل على التراجع عن موقف " تقرير المصير والاستفتاء الحر والنزيه في الصحراء " . واستبدال ذلك ب " الاستفتاء التأكيدي لمغربية الصحراء " .
وعدا هذا الخيار سيبقى " الإجمـــــاع " حول موقف النظام القائم من تسوية النزاع في الصحراء ، مجرد منتوج لا يصلح إلا للاستنزاف والاستهلاك المحلـــي بعدما انتهت صلاحيته منذ أربعين سنة.
ــ عبدالمالك حوزي ــ
(**)ــ حسب تقرير لمنظمة العفو الدولية
