مقتطفات من كتاب: حملة الجنرال كافينياك في الصحراء الجزائرية خلال شهري أفريل-ماي 1847
الدكتور: فليكس جاكو ترجمة : حليمة بابوش الحلقة الثالثة
نشر في 20 يوليوز 2023 .
تلخيص: سميرة بيطام
14 أفريل :
غادرنا المعسكر على الساعة الخامسة صباحا وبعد ساعة فقط من السير ،وصلنا الى عقلات عمان وهي عبارة عن مجموعة من الآبار تم ردم الكثير منها كليا أو جزئيا، وقد تم حفرهم في أرض صلبة سبه صخرية ،والبئر متسع في أعلاه على شكل صومعة ثم يضيق عند الوصول الى مستوى الماء الذي يقع على بعد عدة أمتار الى أسفل ،تلك هي بساطة الصحراء التي لا يوجد غالبا ما يشير اليها ولا حتى تلك الألوان الخضراء التي يسدلها الماء على النبات ،ولقد شيد كبار رسامينا الذين رسموا بئر السامرية أو المشارب أين كانت ابنة "لابان" تسقي قطعانها بواسطة ريشتهم ، معالم تدهش الصحراء وتعتبر بساطة تلك الفترة ترفا في هذا الجزء من الصحراء الذي نقطعه.
في بعض مناطق الصحراء الجزائرية تحمل رياح الجنوب كميات معتبرة من الرمال التي بإمكانها أن تسد الآبار ،وقصد تجنب ذلك، يتم ضبط نوع من الغطاء مصنوع من الجلد على أعمدة خشبية يوضع فوق البئر لحمايته من الرمال ويعيده المسافر الى مكانه بعد اقتناء الماء وفي بعض الأماكن يكلف شيخ القصر الأقرب للبئر بالسهر على ذلك الغطاء وتجديده، فمن البديهي اذا كوننا لم نحظى بمثل هذا الاهتمام أثناء مسيرتنا حيث أن القبائل سواء الرحل أو المستقرة التي كنا بصدد فرض سيادتنا عليها ،كانت تستعد لاستقبالنا بطلقات البنادق غير مبالية بآداب الضيافة.
وكان الجنرال كافينياك قد حجز خلال الأشهر الثلاثة أو الأربعة السالفة للحملة كل الصحراويين الذين يعرفون منطقة الصحراء التي سنمر بها والذين استعملناهم كمرشدين طوال الرحلة ،كانوا يسيرون أمام الطابور تحت حراسة مشددة ويخطون لنا الطريق ولم نكن نفلح في مسعانا لولا مشاركتهم ،اذ كيف نهتدي الى طريقنا على أساس معلومات غير دقيقة وأحيانا كاذبة ؟الى أين نتوجه في هاته المساحات الشاسعة؟ كيف يمكننا العثور على آبار لا شيء يشير اليها ؟ ان العرب يملكون مهارة خاصة للتوجه بدون بوصلة والتعرف على أثر خطى يصعب على غيرهم رؤياها وشم رائحة الماء عن بعد وتحديد الطريق حسب إشارات نجهلها .
يتبع .............
-
.سميرة بيطاممهتمة بالقضايا الاجتماعية