الوطن هي كلمة من اصعب الكلمات التي يمكن ان تعرف فيصعب تعريف الوطن في سط او سطور او حتي مجلدات .

الوطن هو اول الشهقات في الحياه بعد الميلاد فهو الهوية التي تصنع الكيان ولكن قطع علينا تلك المشاعر الفياضة وكثير منا لم يشعر بها من قبل .

فضاق بنا الوطن وضاقت علينا اليابسة لنهيم علي وجوهنا بلا ام ولا وطن.

لاتعجب يا صديقي ! فنحن قد ولدنا في امة عربية في عصر قتلت المشاعر فيه ومحيت ثقافة المواطنة من عقولنا .

عصر تمتص الام ولدها وتدهس عليه وتسخره عند غيرها بلا شكر ولا عرفان.

نعم!! نعيش في عصر الام تقتل اولادها بحجة ان لديها الكثير منه .

لن اشتكي يوما امي لان مشاعري نحوها مازالت حية فلا تقتل الام اولادها الا اذا  كانت مجنونة -فحاشاها ان تكون- او سيطر عليها عارض فيجب ان نزيله ليس من اجلي ولكن من اجل اخوتي .

احدثك يا صديقي واعلم انك لن تصدقني فلي اخ هجرنا وهجر امه حتي يستشعر بمعني الوطن ولكنه لم يذق طعمه حتي الان وان كان يظهر لنا السعادة بين الفنية والاخري .

ولي اخت تزوجت من شيخ اجنبي هرم حتي تخرج من الضيق الذي نعيشه وكانت تبكي ولكن الم ذلك الشيخ اهون من الم امها وما تذوقه من الوان العذاب ، وذلك اخي الاوسط الذي تعذبه امه يوميا بالسياط وتهدده بالتعذيب والقتل والتصفية قد اعرضنا عن صراخه الدائم ليس بيدنا حيلة لان نرفع ذلك عنه الان .........انتظر يا صديقي لم تنتهي القصة ما زال لي اخ هارب لا اعلم مكانه فهو مطارد من امه لانه فكر ان يغيروا واقعنا لا اعلم الي الافضل ام الى الاسواء ، ولكن تهمته انه فكر في التغيير .

وهؤلاء اخوتي الصغار لا اعلم لهم مستقبلا ولا ترعاهم امهم ، يبكون من الجوع والجهل والفوضي العارمة فلا استطيع ان اساعدهم فاني الان مكبل ليس تكبيل الايدي والارجل ولكن تكبيل التفكير و الامل لا استطيع ان افكر او ان احلم .

فاعلم يا صديقي اني لا اكتب ذلك اليك حتي استغيث بك ، ولكني اكتبه حتي تخبر امي ان الوطن اصبح فارغ لا احد فيه الا من رحم ربي فلا احد يرعاه واني لا زلت موجودا علي قيد الحياه ولا زلت اعشق ذلك التراب الذي تسيرين عليه ، اسمحي لي يا امي ان اعيش الحياه