بر الامان
مستقبل يشبه نفقا نهايته مظلمة
نشر في 02 شتنبر 2016 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
خرجوا من بيوتهم ودعوا الاهل والاصحاب خفية حتى لا يعلم من هددوهم انهم متجهون الى بر الامان منهم من ترك اهله ومنهم من صبر زوجته بكلمات الحب والقبلات على جبينها وفي باطن كفييها ومنهم من احتضن اطفاله حتى نزف قلبه حبا والما امتزجا معا ليكونا شيء لم يعهدوه من قبل.
لم يتجهوا نحو الحرب بل جميعهم متجه نحو وجهة واحده الا وهي ركوب موج البحر .
مرتدين ستر اشبه باكفان لايعلمون المصير ولكن اغلبهم ودع اهله الوداع الاخير وكانه ملاقي حتفه لا محال وهي الحقيقة .
بعد ان ركبوا الموج وسار بهم نعش اتسع لخمسين شخصا رغم صغره واكفان الوانها مشعة ليست بيضاء كالمعتاد بل الوان شتى وبعد ان انقطعت بهم السبل في البحر ولم يبق لهم سوى الدعاء وصلوا اخيرا الى بر الامان ولكن اي امان ومستقبل مجهول ينتظرهم يتربص بهم ؟
من مكان لاخر من حافلة الى قطار عبروا دولا وقطعوا حدودا بين من يلعنهم وبين من يحتضنهم بعطف احسوا بذلهم بحاجتهم وهم كانوا اسيادا في بلادهم ..
تعرفوا على اناس تقاسموا الماكل والمشرب اعانوا بعضهم بعض وتارة اخرى تقاتلوا في مابينهم منهم من افترق عن اصدقائه واكمل مسيرته الى نهاية النفق المظلم نعم لم تنته المعاناة بل هم الان وسط هذا النفق ينتظرون الوصول الى نهايته ويتاملون ان يجدوا حديقه ورود لا غابة وحوش .
انهم طالبوا اللجوء رحلة الموت وحياة الاموات