تأملات في نعم أخرى - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

تأملات في نعم أخرى

  نشر في 24 مارس 2018  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

الحمدالله على نعمه التي لا تعد ولا تحصى ....

يظن غالبيتنا ان الكلمات هذه تقتصر وتقال على نعم الله كالطعام والشراب والمسكن وجماليات الطبيعة الخلابة والكون التي تكشف معجزات الله وقدرته ،

لكن هنالك اوقات تأتي في أيام بلا موعد أو تخطيط !

تشعر بإحساس جميل وفرحة داخلية. تعكس كل ماهو أمامك إلى شيء اجمل !

تشعر انك مرتاح البال ، راضي وقانع بما تملك ، وبما انت عليه ، لا تفكر بالماضي ولا المستقبل ، تفكيرك وحواسك منصب على الوقت الآني ، ترغب ان تفعل كل الأشياء التي تحبها حالا ! مستشعرا بجماليات كل شيء !!

تتأمل الذبابة التي كانت تحوم حولك وتزعجك ، والتي كنت تنظر لها نظرة مليئة بالإشمئزاز والكراهية ،

اصبحت تتأمل اجنحتها ، وهيئتها بكل حب وإعجاز ، فتجد نفسك تلهج بذكر الله في خلقه لتلك الكائن الصغير !!

تشعر بمشاعر إمتنان لله كونك لا تزال تتنفس وتتحرك في هذه اللحظة! مستشعرا بعظيم هذه النعمه ، وحب الحياة التي كنت تتذمرها مسبقا ، وشعرت باليأس والفتور منها والرغبة في الموت بدلا من هذا البؤس !

تتأمل اجفان النيام من حولك ، فتردد سبحان الله الذي جعل 

" اللَّيْلَ لِبَاسًا (10) [ سورة النبأ ]".

وجعل النوم راحة لأبدانا ،

" وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا (9) 
[ سورة النبأ ]" .

لنرتاح من مجهود الأمس ، ونستعد لليوم بكامل صحتنا ونشاطنا ، سبحان الذي يعيد احيائنا بعد النوم ، الذي يشبه الموت المؤقت ، فيعيد احيائك مجددا حين تأخذ قسطك من الراحة .

تلك نعم لا تعد ولا تحصى ، وغيرها الكثير من النعم التي نجهلها 

" وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ " [ سورة النحل: 8] .

ونعم لا نراها كوننا مقيدون فكريا و في محيطنا فلا نسافر ولا نجوب العالم للتفكر والبحث والتنقيب في خلق الله للحياة ؛ لبيان معجزة خلقه ، ولنعتبر ونتذكر، ونستشعر بنعمه الجليلة ،

(قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآَخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [العنكبوت: 20] .

ونعم لا نشكر الله عليها رغم امتلاكنا لها ، ولا نشعر بقيمتها إلا بعد زوالها ،

( قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ ) [الملك: 23] .

حاول تأمل كل شيء حولك ، اجعل نظرتك دقيقة واستشعر حكمتها ونعمتها ،شيئا فشيئا سيتغير طريقة تفكيرك و نظرتك ، فتحمد الله على نعم لم تكشفها وتشعر اثرها ، وستبقى هنالك نعم لن تكشف قيمتها ...

وَإِن تَعُدُّوا نِعمَةَ اللهِ لا تُحصُوهَا إِنَّ اللهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} [النحل:10-18]. 

  • 20

  • بسمة
    اهوى قراءة كتب الذات وتأمل الصباح وسماع الموسيقى وشرب الشاي
   نشر في 24 مارس 2018  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات

موفقة في اختيار الموضوع
اذا انه في حد ذاته نعمة من الله أن وفقكى للكتابة في الموضوع
فالحمد مدار الايمان( فتحمد الله على نعم لم تكشفها وتشعر اثرها ، وستبقى هنالك نعم لن تكشف قيمتها ..) * وفي انفسكم افلا تبصرون* .
1
فعلا موضوع رائع . لمست أجمل ما في الطبيعة. مشكورة ...دام فكرك
1
فعلا موضوع رائع . لمست أجمل ما في الطبيعة. مشكورة ...دام فكرك
0
ذكرتني كلماتك الهادفة والنافذة ، بمثيلات لها كتبتهن من سنة تقريبا حول نفس الموضوع سميته (نعمة الفهم والتدبر )، وهذا يعني ان الخواطر النقية تتوارد وتكمل بعضها البعض ، بل تكبر وتكبر في دواخل المتأمل حتى تطرح رطبا فريدة في النوع والمذاق ، من مثل هذه السطور البليغة التي قرأت لك ، فدام قلمك سخيا نديا ونقيا ،
وبالفعل اختي ان من فتح الله عليه بالفهم والتدبر للنعمة ، فقد أوتي نعمةَ النعم .. ومنازل القمم، بل قد بلغ شأو العابدين الشاكرين الذاكرين . ودون ذلك فهو في عامة الناس ودهمائهم ممن تجدهم عن هذه الحقيقة غافلين او معرضين..
وفي الختام تقبلي اختي كامل اعجابي وتلذذي بثمارك الناضجة والنافعة .
1
" منذ 6 سنة
نعمة الشكر والإمتنان،أحسنت بسمة،إبداع
2
ابداع دائم ست بسمة
لكي التحية ،،،
1
نورا محمد منذ 6 سنة
فعلاً مقال قيم وفكرته رائعة , تحياتي لكي أستاذة بسمة :)
0
Rami Mohammad منذ 6 سنة
وانا في طريقي للعمل اليوم .. كنت أحاول أن أستوعب الطريقة التي يفكر بها الطفل لكن لم أتمكن من امتصاص ذلك الجمال في تلك العقول التي نظنها "صغيرة" .. شيء عجيب .. على سبيل المثال حتى لو حاولت أن تبعده عن منطقة كان "يعبث" بها الى مكان آخر سيخلق فرص جديدة للإستمتاع في تلك المنطقة التي كنا "نظن" أنها أقل إثارة .. أعتقد يجب دائماً أن ننظر لما حولنا كما يفعل هؤلاء الأطفال إن أردنا "استشعار" تلك "النِعَم الأخرى" التي أشرت إليها.
1
Rami Mohammad
العفو
نور الهدى منذ 6 سنة
رائع ما سطر قلمك بارك الله فيك
1
Salsabil Djaou منذ 6 سنة
كلمات رائعة،احساس عميق بالامور ،مقال رائع ،بانتظار كتاباتك القادمة ،موفقة،تحياتي.
1
كادي مصطفى منذ 6 سنة
التأمل من الأشياء التي امارسها احيانًا لا تلقائيا!
تابعي
3
أحسنت..أحسنت بل روعة.
3

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا