ظهر مصطلح حرب العملات عند أعلن وزير المالية البرازيلى فى 2010 أن البنوك المركزية إنزلقت فى" حرب عملات عالمية" وقام البنك المركزى البرازيلى بشراء كميات كبيرة من الدولار الامريكى كى يحافظ على على سعر صرف الريال البرازيلى والسبب فى ذلك هو قيام بعض الدول الصناعية الكبرى بخفض عملتها من أجل دعم صادراتها الى العالم ؛ وأشهر الدول التى تتبع ذلك هى الصين التى قامت مؤخرا بتخفيض قيمة اليوان من اجل دعم مصدريها وصادراتها فالصين دولة لاتصدر فقط السلع الصناعية وانما اصبحت تصدر الازمات فعندما تقوم الصين بتخفيض اليوان يرد البنك الفيدرالى الامريكى بأجراء مماثل للدولار والذى يعتمد عليه كثيرا من بنوك العالم كعملة احتياطية الامر الذى يؤدى الى نقل موجات تضخمية الى هذه الاقتصاديات الهشة التى ليس لديها أى مخرج ولا حل سوى تكبد الخسائر وتلقى الضربات الموجعة من هذا الصراع الذى يؤدى الى نزيف حاد للعملات الوطنية لهذه الدول وشيوع الغلاء والركود ؛ ويرجع السبب فى ذلك الى اعتماد اقتصادات هذه الدول على قطاعات اولية هشة ومتطلفة مثل القطاع الزاعى وقطاع الخدمات وتصدير المواد الخام والتى لا تسطيع الصمود طويلا امام الاله الصناعية لهذه الدولة ففى هذه الحرب تستمد الدول الصناعية قوتها من انتاج المكينة والمصنع فهذه هى الذخيرة التى لاتنفذ وحتى عندما غنى العندليب الراحل عبد الحليم حافظ قال "احلف بالمدنة وبالمصنع" ولم يقل احلف ببرميل البترول ولابالقطن مثلا اذن ليس لدول العالم النامية والخدمية والبترولية سوى التسلح بأنشاء القلاع الصناعية والانتاج المعرفى للخروج من هذه الحرب بأقل الخسائر الممكنة فى ظل نظام أقتصادى متوحش لايوقفه سوى انتاج المكينة والمصنع.