لله در المطر كيف نهواه بلا ملل نراقبه بكل حب في كل مرة يهطل فيها وننصت لطرقاته على النافذة بإهتمام كما لو أنه يخبرنا سرا ، يحمل لنا دائما معاني الحب والأمل والتفاؤل يدهشنا في كل مرة يهطل فيها فنركض مسرعين الى النافذة شوقا لرؤياه فهل ظننتم يوما أن عشيقنا ذاك قد يكون.... شبح؟! المطر الشبحي ... ياللهول الإسمان لا يلتقيان فكيف يكون الغيث شبحا ؟ او كيف يرتبط اسم الشبح المخيف بالمطر اللطيف ؟ انها ظاهرة طبيعية نادرة تدعى " virga " هي تظهر كشرائط او خيوط شبحية باهتة تهطل من الغيوم وتختفي قبل ملامسة الأرض ... لم يتوقف المطر عن ادهاشنا يوما فكيف لو أضفينا عليه بعض السحر ؟ شبحنا هذا يخشى الجو المتوسط أو المعتدل فهو يظهر فقط في الاماكن الصحراوية حيث تسبب الرطوبة المنخفضة أو الشبه معدومة والحرارة العالية الى تبخر المطر قبل وصوله الى الأرض ، قد يتبادر الى ذهنك أن شبحنا هذا يخشى المرتفات كونها شديدة البرودة عكس الصحاري ولكن لا ... ان شبحنا هذا يظهر بالمرتفات كقطع ثلج رقيقة تتبخر بالجو ، سأخبركم أمرا عن هذا الشبح انه خجول ، أعرف أنكم الآن تتساءلون كيف يكون شبح وخجول في ذات الوقت ؟ ... كما قلت لكم لن يتوقف عن إدهاشنا أبدا ... أجل إنه خجول فإذا كنت تحته لن تراه ولن تتمكن من ذلك حتى تبتعد عنه بعض الشئ اذا كنت أسفله فلن تجده غير ضباب خفيف لامعنى له ... قد تظنون شبحنا لطيفا الا ان المظاهر خداعة وإن بعض الظن إثم أيضا ... بالرغم من انه يلطف الجو ويقلل الحرارة غي المنطقة المحدودة أسفله التي تسمى " جيوبا هوائية " حيث تحمل هواءً أبرد بكثير، ولأن الهواء البارد أثقل، فهذه الجيوب تتحرك وتهبط بسرعة كبيرة يجعلها تكوّن تيارات هوائية جافة أو مبللة قد تشكل خطرًا بالغًا على أي طائرة قد يصدف مرورها بداخلها. هذه الظاهرة يمكنها أن تكون مميتة بقدر ما هي ساحرة . شبحنا يكون في أشد أناقته اذا صادف تشكله وقت الشروق أو الغروب ... يالإبداع الرحمن كيف يولد هذا الشبح من رحم المطر الذي يعبر لأنفسنا عن الأمان ذاك المطر الذي نرجوه من الخالق عز وجل يولد منه شبح ! سبحان الله العظيم ... وبالمناسبة، كلمة Virga مشتقة من اللاتينية القديمة وتعني “التغصن أو التفرع” وهو وصف قريب للغاية لصورة خيوط المطر الشبحي المعلقة في الهواء… اسرار الكون وحقائقه لا تنتهي فسبحان الواحد الاحد الذي أوجد مثل هذه العجائب . 

 بقلم : هدى عكاوي