ممنوع الوقوف قطعيا No Parking
استعراض إحدى مواقف تطبيق القانون
نشر في 20 يونيو 2018 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
" ممنوع الوقوف قطعياً " لوحة وضعت أمام الرصيف المقابل لإحدى الصيدليات، وما أنا مقبل على ذكره، هو موقف قد حصل أمامي وأحببت أن أشارك ذلك الموقف العجيب مع القراء الأعزاء.
بداية الأمر
بداية الأمر كان عندما وقفت إحدى أفخم سيارات المارسيدس ذات اللون الرصاصي أمام تلك الصيدلية، ليطفئ مالك السيارة المحرك، ودون أن يعطي أدنى اعتبار للوحة التي وضعت أمام عينيه والتي تنذره بعقوبة المخالفة إذا أقدم على صف سيارته في هذا المكان ضمن شارع مكتظ بالسيارات والميكروباصات وبالناس التي تمشي على أقدامها، بينما تعلو أصوات جرس شرطة المرور في محاولة منهم لتسليك السير.
بعد ذلك
بعد ذلك يا سادة، ما لبث أن دخل الرجل إلى الصيدلية حتى لمحت شرطي مرور يضع مسدساً على خصره وحاملاً بيده دفتراً للمخالفات وعلامات الغضب تملأ وجهه، كان يقترب من السيارة لتسجيل رقم لوحتها. وعندما أصبح أمام اللوحة، سأل المتواجدين في المكان : ( فين صاحب العربية دي .. يعني هوه مش شايف أنه في يافطة مكتوب عليها ممنوع الوقوف؟ .. لأ وواقف تحتها كمان !!)، يرد عليه أحد أصحاب المحلات المجاورة للصيدلية بعدما دخلها ليخبر صاحب السيارة بأنه قد يتم اتخاذ إجراء مخالفة بحقه: ( معلش يا باشا أصله مريض وبياخد حقنة) !!
في نهاية الأمر
في نهاية الأمر طبعاً، خرج مالك السيارة ليتفاهم مع الشرطي حتى لا يحرر المخالفة البالغ قدرها 30 دولار تقريباً. اقترب الرجل منه، ثم تمتم معه بصوت منخفض جدا لدرجة أني لم أسمعه، ثم أجابه الشرطي بصوت عالٍ هذه المرة: ( طيب ماشي ). وبينما أشعل الرجل محرك السيارة ملوّحاً للشرطي بالسلام قبل المضي قدماً، رد عليه الشرطي: ( سلام يا معالي الباشا ) ؟!!
العبرة
هكذا إذن .. ها قد تجاوز القانون ثم ذهب دون أن يتم تحرير مخالفة بحقه !!؟ العبرة بأن القانون وُجد ليطبقه أصحاب الشأن، ولكن .. كيف يطبق إذا كان التجاوزات والاستهتار بتطبيقه يحصل يومياً في شتى المواقف الحياتية، وليس فقط في المرور، بل في المرور - الصحة - التموين - حماية المستهلك - المؤسسات والدوائر الحكومية ...إلخ .. وطبعاً لا ننسى بأن نصف المشكلة أوجدها مالك المارسيدس ( كـ مثال ) والنصف الآخر أوجده الشرطي ( كـ مثال أيضاً ). في النهاية الشعوب العربية لن ترتقي ولن تلتقي بالحضارات الغربية الحديثة في المنافسة إلا باحترام المواطن للقانون وقيام أصحاب الشأن بتطبيقه، لأنه وبالقانون تُبنى الأمم .. وينتشر العدل والمساواة في المجتمعات العربية.
نقطة انتهى ...
-
غزوان فرحان نواياشاعر || مؤلف || كاتب || قارئ || أخصائي صحة نفسية والعلاج النفسي