عالم جديد يتشكل ..العالم في مأزق والتسونامي قادم ... - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

عالم جديد يتشكل ..العالم في مأزق والتسونامي قادم ...

هكذا اخبرتني تجربة قراءة تاريخ 5000 عام من عمر العالم ...

  نشر في 17 مارس 2016 .

حرب نهاية التاريخ على الابواب والحرب الكونية اصبحت ضرورة حتمية ....
في سوريا انتهى النظام الدولي واصبحت قواعد اللعبة لاتصلح للقرن الواحد والعشرين
..
في سوريا انتهت الخارطة الجيوسياسية للعالم وصار لابد من رسم خارطة جديدة
..
في سوريا سقطت كذبة الدولة الوطنية التي هندسها سايكسبيكو وتمزقت خارطة الشرق الاوسط التي رسمها الكبار
..
في سوريا سقطت كل المفاهيم وتلاشت كل الشرعيات ولم يعد احد قادر ان يقدم نموذجا اخلاقيا يصلح لادارة العالم بعدما اصبح النموذج الغربي عبئا اخلاقيا حتى على الاوربيين انفسهم
..
اليوم نعود ويعود بنا التاريخ الى عصر المناذرة عملاء الفرس في العراق وزمن الغساسنة من الصحوات يخدمون الروم في بلاد الشام
....
فلم تكن ثورة الشام مجرد تسونامي عصف بسلسلة المفاهيم واطاح بالمنظومة الاخلاقية الزائفة لجهة اسقاط كل الشرعيات الدينية الزائفة التي كانت الطبقات الحاكمة تستند اليها في ادارة لعبة الظلم والخيانة على مدى مئة عام،بل ان ثورة سوريا اسقطت خدعة السلام العالمي الذي اتفق الكبار على الحفاظ عليه لضمان ادامة منظومة القهر وتشريع الظلم ، وقد وصلنا اليوم الى نقطة ادرك فيها الجميع ان ترتيبات ما بعد الحرب العالمية الثانية لم تعد كافية بل ولم تعد قائمة اصلا لانها لم تعد قادرة على الاستجابة لمصالح القوى المتصارعة،خصوصا بعدما سقطت الامبراطورية الامريكية وانسحبت من مسرح الاحداث حين سقط النموذج الاخلاقي الذي كانت تبشر به،فصار اليوم اننا بحاجة الى حرب كونية جديدة تؤسس لمنظومة جديدة في العلاقات العالمية ،وهنا نعود الى استذكار حقيقة ثابتة تتمثل في ان الفضاء الاورو آسيوي كان على مر التاريخ يمثل التربة الحاضنة لقيام حركات التغيير في العالم،ويتزامن ذلك اليوم مع مصادفة غير متوقعة يشهدها التاريخ السياسي حيث تتراءى امامنا نفس المعطيات التي كانت سائدة قبيل الحرب العالمية الاولى ،فالحرب العالمية أنهت امبراطورية الخلافة العثمانية واخرجت المانيا وازالت روسيا القيصرية،واليوم تعود تلك القوى الى مسرح الاحداث من جديد بعد غياب دام مئة عام،فهاهي الامبريالية الروسية القيصرية تستعيد مناطق نفوذها التي كان مرسوما ان تحصل عليها في اطار معاهدة سايكس بيكو بالحصول على موطئ قدم على البحر المتوسط وصولا الى اعادة مجد القسطنطينية من جديد ،فمنذ سيطرة القياصرة على الحكم في روسيا،كانت روسيا تطالب بالقسطنطينية (إسطنبول) ومضائق البوسفور والدردنيل على أساس كونها (حامية المسيحية) في الشرق،ومسؤولة عن الأرثوذكس في العالم،وبالتالي لابد لها من السيطرة على القسطنطينية التي فتحها السلطان محمد الفاتح، وقد ظل هذا الحلم الروسي يمثل حجر الزاوية في السياسة الروسية الى ان جاءت الحرب العالمية الاولى فتم توقيع اتفاقية “سايكس – بيكو – سازانوف” (نسبة إلى اسم سيرغي سازانوف وزير الخارجية الروسية آنذاك).تحصل روسيا بموجبها على القسطنطينية ومضائق مضايق الدردنيل والبوسفور وصولا الى المياه الدافئة في شرق البحر الأبيض المتوسط، ولكن تسارع الاحداث ونشوب الثورة الشيوعية أدى الى اخراج روسيا من المعادلة،واليوم تجد روسيا في الحرب السورية نافذتها لمعاودة تحقيق الحلم ،وتلك الامبريالية الروسية تريد رسم واقعا جديدا في اوربا تمثل غزو القرم ،يقابل هذا الطموح الروسي تخلي الولايات المتحدة عن اوربا والشرق الاوسط ،مما ولد فراغا جيوسياسيا ،وظهور المانيا اليوم كقائد لقاطرة الاتحاد الاوربي والمرشحة الوحيدة لمواجهة التمدد الروسي ،فهل سيعيد التاريخ نفسه فنرى عودة التحالف التركي الالماني الذي فككته خسارة الطرفين في الحرب العالمية الاولى..وكل الاشارات تؤكد ان الترتيبات السياسية التي تم الاتفاق عليها لادارة لعبة السلام العالمي قد تلاشت ،فالسلام الذي رتبته الحلول الوسط بين الدول الكبرى . فى الحقيقة هو عبارة عن حرب مستمرة، حتى ولو كانت هذه الحرب خفية تحت عناوين التنافس والصراع أو الحرب بالنيابة.فمنذ الحرب العالمية الاولى تم التوافق بين الكبار على ضبط قواعد اللعبة التي تضمن لهم التحكم والسيطرة عبر منظومة متعددة من الواجهات والمنظمات التي تضمن احتكار القرار العالمي بيد الكبار ومنع الصغار من امتلاك القوة التي تمكنهم من الخروج عن نطاق القبة الحديدية،وكانت كل الانظمة مهما رفعت من شعارات تدرك قواعد اللعبة،وكان مسموحا لها ان ترفع اي من الشعارات ولكن ضمن سقف محدد لايقترب من الخطوط الحمر
.
ان مانعيشه اليوم من ترتيبات عالمية يعود الى 1648 الذي شهد صلح وستفاليا التي يعّدها جمهرة أساتذة العلوم السياسية باعتبارها نقظة الشروع لقيام الدولة الاوربية القومية ، وقد أنهت هذه المعاهدات حرب الثلاثين عاماً في الإمبراطورية الرومانية المقدسة (معظم الأراضي في ألمانيا اليوم) ويعتبر صلح وستفاليا أول اتفاق دبلوماسي في العصور الحديثة ساهم في وضع اللبنة الاولى للنظام الدولي في أوروبا الوسطى مبنيا على مبدأ سيادة الدول.وقد حاولت المانيا الخروج على هذا النظام الدولى لانه لم يكن قادرا على الاستجابة لمتطلبات المصالح الالمانية فكان ذلك سببا في نشوء الحربين الكونيتين الاولى والثانية ومانتج عنهما من ترتيبات جعلت االقارة الاوربية تابعا للولايات المتحدة ومجالا حيويا لها بل وجزءا من امنها القومي
..
اننا اليوم نشهد سقوط كل الترتيبات التي تضمن ديمومة الامن الاوربي لان قواعد اللعبة اصبحت لاتوفر الحد الادنى من مصالح الكبار ولان المشروع الليبرالي الغربي وصل الى نهاية مسدودة
..
أما المجاهدين فان خطورتهم تكمن انهم لايعترفون بقواعد اللعبة ،وخرجوا عن المألوف،فكانوا مثل ابراهيم الخليل حين حمل الفاس وحطم الاصنام،فضرب كل القواعد ولهذا كان عقابه أن يرمى في النار،

فلايكمن السبب في التحالف الكوني ضد المجاهدين كونهم ارهابيين كما يردد البعض من سفهاء القوم ،فهاهم الارهابيين الحقيقيين من الصهاينة والحوثيين وزعماء الميليشيات الشيعية تفرش لهم السجادات الحمراء،ولكن السبب الحقيقي يتمثل في ان الدولة الاسلامية نجحت في تفكيك المعادلة وكشف اسرار اللعبة وقلبت الطاولة فنزعت الشرعية عن الجميع، وهكذا كانت آلهة الاولمب تسمح بدرجة معقولة من ديمقراطية التمرد ،ولكن الويل لمن يقترب من معرفة اسرار تلك الآلهة فانها تلقي به الى الجحيم ...




   نشر في 17 مارس 2016 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا