هل أصبحنا نعيش في عالم افتراضي؟
هل أصبحنا نسبح وحدنا في بحر عميق مظلم لا نرى منه أي بصيص من الأمل؟
هل أصبحنا ندور في حلقة مفرغة حول نفسها؟
كل تلك الأسئلة تواردت إلى ذهني أثناء متابعتي لأصدقائي على شبكات التواصل الإجتماعي، وتساءلت هل تلك المواقع عالم افتراضي صنع بإحكام من أجل إشغالنا وإلهائنا عن المواجهة الحقيقية والمباشرة تجاه أي مشكلة؟ وهل نحن وقعنا في براثن تلك المؤامرة - إن وجدت - أم أننا استطعنا أن نغير دفة المسيرة طبقاً لمبتغانا وأهدافنا نحن، لا كما حيكت لنا؟
أعتقد أن باعث تلك الأسئلة نابع من خلال مشاهدتي لكم الآراء الناقمة والساخطة على الوضع السياسي العربي والإقليمي أو العالمي بوجه عام، الكل غير راض عن الأداء السياسي سواء: الحرب الطائفية الإقليمية في اليمن، أم تمزق العراق وضياع ليبيا، أم تشتيت سوريا، أم تحول مصر إلى شبه دولة.
لقد أصبح العالم العربي والإقليمي يأن بالأزمات والاضطرابات، معنى ذلك أن هناك وضع متأزم ومشكلة تستوجب الحل الآني والفوري غير المسوف، لأن بقاء الوضع على هذا الحال من المحال.
ولكنني تساءلت هل أصوات حناجرنا التي تصلبت من صراخنا بالمعاناة والتنديد - ليس فقط بل وتقديم الحلول أيضاً - ألم تصل إلى مسئولينا؟ أم أننا نغرد فرادى كل في سربه بلا مستجيب؟
فهل أصبحنا صالحين بلا أتباع؟، هل أصبحنا أخيار بلا مريدين؟
لماذا لا توجد حلول جذرية على أرض الواقع لكافة مشكلاتنا؟ لماذا لا توجد رؤية واضحة وإدارة حقيقية لحل الأزمات؟
إن الوضع يلوح بأننا مقبلين مندفعين نحو هاوية صيغت لنا بروية.
إذا كان الأمر كذلك، لذا وجب التنحي عن الانزلاق، وجب المضي نحو الإصلاح، وجب إعمال الوعي من أجل سلامة البقاء.
حيث أنني أرى :
أرى وطنآ يبدو عليه العفن
أرى شبابآ يبدو عليه الوهن
أرى شعبآ يبدو عليه الاعياء من شدة الألم
أرى فساداً استشري واستحكم
أرى دولآ لا تزال تبحث أين المفر
أرى رؤى ترى أن البقاء في المستقر
أرى نظمآ تصنع الوهم لتدب في شعبها روح الأمل المصطنع
أرى أناساً يعيشون بين الجهل والفقر والبطالة والمرض، فهل ألفوا القبح واتخذوه مأمنآ؟
أرى في الأفق ملامح انفجار مؤلمآ، إلا إنني أرى الرجال يجوز لها أن تستيأس لكنها أبداً لا تيأس، لأنها تغذت من صدر العزائم والهمم، وهؤلاء أرى فيهم رجالآ شدادآ ذوي وعي وعزم وأمل يرنون إلى الوصول من حل محتمل.
بقلم دكتورة/ فاتن ناظر
-
دكتورة فاتن ناظرإذا كان في الكتابة حياة ففي القراءة حيوات