قام السياسي الفلسطيني الذي يعيش في المنفى و زعيم حركة فتح السابق في غزة محمد دحلان بالوساطة في توقيع اتفاقية بشأن إنشاء مشروع سد على نهر النيل بين مصر و إثيوبيا و السودان الشهر الماضي و هذا ما تستطيع نيوزويك أن تكشف النقاب عنه بشكل حصري .

حيث توافد قادة الدول الإفريقية الثلاث على العاصمة السودانية الخرطوم الشهر الماضي لتوقيع الاتفاقية التي صدقت على المبادئ التي سوف تبنى على أساسها سد النهضة بعد أن عبرت القاهرة عن مخاوفها بشأن إمكانية إضرار المشروع بإمداداتها المائية الحيوية .

الاتفاقية كانت تتويجا لعام من المفاوضات و اللقاءات في ابوظبى حيث كشفت مصادر مصرية و إثيوبية أن دحلان الذي طرده رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس من حركة فتح و أدين بتهم الفساد كان في قلب المفاوضات . و أنه دعى للوساطة في المباحثات مع القائد الاثيوبى هيلى مريام ديسالين بناءا على طلب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسى .

و قد صرح مصدر مقرب من دحلان بشرط عدم الكشف عن هويته (( لقد دعينا من قبل رئيس الوزراء الاثيوبى و كنا حريصين على المساعدة )) .

و أضاف المصدر (( و قد وضعنا الأساس للاتفاقية بناءا على طلب السيسى أيضا )) .

و تظهر الصور الحصرية التي منحت لنيوزويك دحلان البالغ من العمر 53 عاما و هو يجتمع مع كلا من ديسالين و رئيس المخابرات المصرية خالد فوزى في العاصمة الإثيوبية اديس ابابا و مع وزير الخارجية الاثيوبى تيدروس ادهانوم في ابوظبى . و قد كان ولى العهد محمد بن زايد راعى دحلان الاماراتى الطرف الأخر الوحيد الذي كان على علم بمشاركة دحلان في مباحثات الأبواب الخلفية .

اتفاقية السد التي وصفها الرئيس السوداني عمر البشير ب(( التاريخية )) وافقت على (( الاستخدام العادل للمياه و عدم الإضرار بمصالح الدول الأخرى من خلال استعمال المياه )) . و من المنتظر الانتهاء من المشروع بحلول عام 2017 و من المقرر أن يقوم بتوليد 6 ألاف ميجاوات من الكهرباء لإثيوبيا .

و ردا على كشف النقاب عن مناورات دحلان الإقليمية قال مسئول رفيع المستوى في منظمة التحرير الفلسطينية بشرط عدم الكشف عن هويته أن دحلان (( يحاول أن يلعب دورا في السياسات الفلسطينية )) و لكنه ادعى (( كان يتصرف على انه ممثل الأمارات العربية المتحدة و ليس كشخصية فلسطينية عامة حينما كان يقوم بوساطة بشأن اتفاقية السد )) .

و أضاف المسئول (( الرجل يقدم أوراق الاعتماد لكثير من الناس . هذا الرجل يستطيع أن يرتدى قبعات مختلفة . و حينما يقابل مسئولا من دولة أخرى فليس بالضرورة أن يقابله كفلسطيني . إنه يستطيع أن يرتدى قبعة مبعوث الإمارات )) . 

رابط المقال الاصلى 

https://www.newsweek.com/exiled-palestinian-leader-looks-regional-allies-mediation-nile-dam-deal-326036