لحظاتُ مُرَاوَغة
..هيام فؤاد ضمرة..
تُوَاتِيني لحظات مُراوَغةٍ
تَسدُلُ سِتاراً منْ اكتِئاب
يَمنعُ عَني الضِّياء
تَتَعَثرُ مَخارِجُ نُطقي على سَخطٍ
فتتكورُ نفسِي على نفسِي
أخرُجُ عنْ حُدُودِ سُكوني
فتَعتريني مَلامِحُ اعتلالِ
تتسَللُ بينَ ثنايا الالتِياعِ
تَستعجِلُ مُناوَرَتها حتى لا أكون
فينكفئُ مَزَاجي ويَتغبَشُ زُجَاجي
تطاحِنني أشبَاحي اندِياحاً مُزَمجِراً
غيرُ مأمُون.. ليسِ بإمكانِهِ السُّكون
تشوِحُني على لهبِ الحُزنِ المأفون
لتَغتالني أعداءَ النور
وتَصلبُني على لوحِ بَنورٍ
يَشِفُّ الوَجع عَني.. يُمَلمِلُ أنكادي
أمُورُ بِقلقٍ يَنتَهِكُ حُرمَتي
يُهاجِمُ خلايا حَنيني
يُمَزّقُ انسيالَ حُرُوفي
ويَمسَحُ عَني أمنياتَ مَحابِري
يُسقطني في مُنحَدَرِ عُزوفي
كدودةٍ أغرَقتْ رأسَها بالترابِ
تفشلُ رُوحِي أنْ تُكمِمَ أحزَاني
وطيْفي يَتحَرَكُ بلا هوَادةٍ حَوْلي
يُقلقهُ تَمَزقُ أوتاري بِحَشرَجَةِ لحُوني
يَنثرُ في وَجهي سِحرَ أنفاسِهِ
تُبلسِمُ انكِساري وتهدئ روعي
تَستَوطِنُ خَلايا جِراحي
فيَتوَقَفُ نَزفي ويُفارُقني أنِيني
يَنقلبُ خفوتُ غَيْضي وبُـؤسي
ويَحِلُّ شِفائي بامتِلاءِ ثقبَ قلبي
كأنّ السَّماءً ألقتْ عليَّ لؤلؤُ نَداها
فترَطبَتْ رُوحي بِوَصلِ عُراها
تَخارَجتْ عَني ملامحُ عُقباها
حتى استعادَتْ للوَهجِ انتشالها..
على ما كانَ عليهِ نَجواها
فانشَقَّ عَني بُـؤسي
وارتدَيتُ مِنْ جَديدٍ خِمارُ حِسي
فتلألأ الضِّياءُ
وعمَّتْ بأجوائِي ملامحُ أنسي
-
hiyam damraعضو هيئة إدارية في عدد من المنظمات المحلية والدولية