كان السرير الذى يحتويها يحبها ، كما احبها جميع العاملين بالمستشفى ، و كما كان اهلها يعشقونها و يريدون لها الشفاء..
سماها والدها شهد مع موافقة الأم للأسم ، فقد كان اختيارهم لاسمها بأنها سوف تكون دواءا كالعسل من كل داء..
كانت تقطن فى سريرها توزع الابتسامات للتمريض و الأطباء و المرضى ايضا..
حتى جاءت ممرضة إليها لتعطى لها جرعتها من الدواء المر و نظرت لها و قالت :
شهد انا بحبك باذن الله هتبقى كويسة
نظرت لها شهد بشىء من الحزن الممزوج بمحبة عظيمة لا يعرفها سوى الاطفال و قالت :
و انا كمان بحبك و بجب بابا و ماما و بحب ربنا كتير و عارفة انه بيحبنى و عايز يشوفنى..
استغربت الممرضة لكلام شهد الكبير جدا لعمرها و اعطتها جرعتها الأخيرة من الدواء و انصرفت..
بعد أقل من دقائق معدودات انقلب السرير الذى يحمل شهد الى بركة من الدماء و امتزج جسد شهد ب ذخائر الرشاشات و سجلت جدران الغرفة التى كانت تسكنها شهد بكلماتها الاخيرة..
ذهبت شهد الى خالقها الذى احبها كما تعتقد و اعتقد ايضا بأنها سوف تعيش طفولتها هناك فى سلام اكبر بكثير من حروب الارض.
-
على نور الدينإن عالم “الواقع” لا يكفى وحده لحياة البشر إنه أضيق من أن يتسع لحياة إنسانية كاملة !