رُحماك إلهي..
صرنا على فرادة الحال
رقما صعبا يَسكنه الإذلالَ
اُسقِطنا بجوف الأسى لقمةً سائغةً
التهمَها قومٌ تمارضَهُم عُضال
جنسَهم لا يَعلمَهُ الباحثُ فينا
قد زاغت عن أصولهم أعين المنال
عرفتهم أمم الأرض شياطين أنس
عاثوا وما تلاوموا كأنما لهم الدلال
فاستحال التسحب أمامهم ممانعة
والنضال عنف يحاربه أوغاد الزوال
والكفاح همة شباب ما اعترفوه حقا
فناحَ المراقبون وزلت أقدام الإنتقال
تبادلوا وفود صلح ليس يملكوا بأسا
أثار تباعد الرؤية بين الخصوم جدال
أوقدوا حطب الاحتراق اشتعالا
فتحوا فك افتراس اتخذوهُ احتلال
فما عرفنا نحن لأي جانب نُزاح
وبأيِّ ممحاةٍ سوف نُزال
تمكن منا عداءهم بانتحال تاريخ
ملاذهم الحيلة بالجبن يترداهم إيغال
أغرقتنا الدنيا بغفوة طال هجوعها
وتردى الغياب فينا بجهالة الجُهّال
الأقصى يا ولدي يكرر لنا عتابه
كأنما لومه لا يجدي لصحوة الغفال
فالأمة باستغراقها تمعن غيابا
كأننا استمرأنا الملامة بالإجهال
عدونا بغير طرق المراد عابث
يبغي حشو وسائدنا بلباد المحال
غرقنا بقيعان أحلام نترقب الآتي
كلما اقتربنا دفعوا بنا لأقصى ترحال
فيا وعد الله متى يتحقق الأمل الأكبر
متى نفك القيد عن مآذن الجمال
متى تطاوعنا أقدارنا لنحقق نصرا
يكتبه التاريخ في سجلات الاستقلال
تمضي السنون لا نكاد نمتطي خيلا
ولا تكاد تصهل بالوغى خيل الأصال
يا بني قومي هلموا إلى يقظة انبثاقكم
إلى قوة هادرة تكسر قيد المآل
هلموا أوقدوا مشاعل النور نصرا
فحطين ما زالت تختزن لكم الأمال
تقدموا بقوة ايمانكم لنيل نصر
فليس أي شيء دونكم مُحال
-
hiyam damraعضو هيئة إدارية في عدد من المنظمات المحلية والدولية