لعنة تيتانيك تطارد الأثرياء

 أبت السفينة الغارقة تيتانيك أن تغلق صفحتها للأبد بل أعلنت مؤخراً أنها ستظل محل تساؤلات لاتنتهي؛ فعلى الرغم من أن حادث غرقها يعود لعام 1912 م أثناء اصطدامها بجيل جليدي ضخم في أول رحلة إبحار لها ونتج عن ذلك الاصطدام المفاجئ مقتل ما يزيد عن 1500 شخص إلا أنها عادت وبقوة لتتصدر العنوان ومحركات البحث عندما جذبت إليها الغواصة تيتان لتكتب فصلاً آخر من أسطورتها العجيبة. من اللافت للنظر أن أحد المفقودين هو مالك ومؤسس الشركة التي تتبعها الغواصة وهو وستوكتون راش متزوج من ابنة أسرة تمتد لتصل إلى اثنين قد فقدا في السفينة تيتانيك. 

جحيم تحت الماء

فريق متعدد الجنسيات بذل قصارى جهده للبحث عن الغواصة تيتان المملوكة لشركة أوشان غيت إكسيبديشن الأمريكية والتي هبطت لقاع المحيط الأطلسي في تمام الساعة الثامنة صباح يوم الأحد الموافق18 من شهر يونيو عام2023م وعلى متنها خمسة أشخاص ،لكنها فقدت الإتصال بسفينة الدعم لسبب غير معلوم إلى الآن وكان من المفترض أن تنهي تيتان رحلتها الاستكشافية لحطام العملاقة الغارقة تيتانيك بعد ساعتين إلا أن بقاياها قد  استقرت  في أعماق المحيط المظلمة عقب انفجارها وكتب القدر نهاية مأساويةلتلك الرحلة الاستكشافية رغم كل الجهود التي بذلها فريق البحث. .

.تحديات كبيرة واجهت الغواصة تيتان

طبقا لما صرحت به الشركة المالكة الغواصة لشبكة BBC فإن الغواصة كانت مزودة بكمية من الأكسجين تكفي لمدة 96 ساعة فقط لذا كان من المرجح أن الغواصة قد نفد منها الأكسجين صباح  الخميس الموافق وكان  الخبراء رجحوا أن يكون الموجودون على الغواصة مازالوا يحتفظون بهدوئهم إلا أن الواقع قد خالف جميع الظنون ليتفاجأ فريق البحث بوجود جزء من حجرة الضغط التابعة للغواصة والذي رجح بقوة أن الغواصة قد انفجرت نتيجة الضغط الهائل الموجود تحت الماء والذي بدوره أدى إلى إنفجار الغواصة.

فضلاً عن أن الغواصة تيتان التابعة لشركة أوشان غيت إكسيبديشن واجهت تحديات صعبة للغاية منها صعوبة شحنها ونقلها في حال العثور عليها ،كما أنها وإن كانت تمكنت من العودة للسطح كان  سيصعب اكتشافها في مياه المحيط الشاسعة و كان  طاقمها سيحتاج  للمساعدة ولن يتمكنوا من الخروج لكونها ستغلق أوتوماتيكياً من الخارج.

علاوة على ما سبق  فلقد رجح المختصون أن الغواصة قد استقرت في قاع المحيط حيث الظلام الحالك كما أن حطام السفينة تيتانيك كما أعلنوا ينقسم إلى قسمين حولهما سحابة من الحطام لذا فإن العثور على الغواصة لم يكن بالأمر الهين أي أن الهلاك كان هو النتيجة الحتمية للرحلة إلا أن الأمل ظل يراود فريق البحث وأسر المفقودين .

آمال وتطلعات فريق البحث وأسر المفقودين 

ووفقاً لما صرح به الأدميرال جون موجر عضو القيادة الموحدة للبحث عن الغواصة لشبكة سكاي نيوز حيث أعلن على الفور أن فريق البحث قد بدأ من الصفر لكون المعدات لم تكن موجودة مسبقا  إلا أنها أصبحت  جاهزة في قاع المحيط بعد ساعات معدودة كما أعرب وقتها عن سعادته لانضمام الغواصة البريطانية لفريق البحث لكونها ستساعد على فهم البيىئة المعقدة للأعماق.

ومن الجدير بالذكر أن فريق البحث تكون من مجموعة ضخمة وعلى درجة عالية من الكفاءة والاحترافية منهم خفر السواحل الأمريكية والكندية والبحرية الأمريكية والقوات المسلحة الكندية بالإضافة للقطاع الخاص وبعض العلماء أصحاب الخبرة من معهد "ووزر هول" لعلوم البحار .

وكان الباعث للأمل في قلوب أسر المفقودين أن طائرات البحث الكندية قد رصدت ضوضاء صادرة من تحت سطح البحر يومي الإثنين والثلاثاء20\21 التاليين للحادث إلا أن البحرية الأمريكية سرعان ما نفت ذلك وصرحت أن مصدرالضوضاء لا يمت بصلة للغواصة لتنحسر الآمال من جديد.

رحلة للمجهول 

هذا هو الوصف الدقيق للمغامرة التي قرر أن يخوضها الملياردير والمغامر البريطاني هاميش هاردنج البلغ من العمر 58 عاما برفقة قطب الأعمال البريطاني والباكستاني المولد شاهزاد داود 48 عام اونجله سليمان 19 عام وعالم المحيطات الفرنسي الخبير بتيتانيك الرائد بول هذينارجوليت 77 عام وستوكسن راش المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة أوشان غيت إكسيبديشن. وكان الهدف من الرحلة اكتشاف حطام السفينة تيتانيك الفارقة إلا أن القدر كان يخفي في طياته قصة جديدة ليعيد العملاقة تيتانيك للحياة مرة أخرى ولكن هذه المرة يتعلق الأمر بخمس عائلات كانت تتطلع لأن يخرج أحباؤهم المفقودين بكامل الصحة والعافية لكن نهاية مأساوية كانت في انتظار الطاقم  عندما أعلنت شركة أوشان غيت إكسيبديشن في وقت متأخر من مساء يوم الخميس22\6 في مؤتمر صحفي أن فريق البحث وجد  جزء من الغواصة وتحديداً غرفة الضغط ورجحت الاحتمالات أن الغواصة قد تعرضت للانفجار نتيجة الضغط الهائل في أعماق المحيطات.

الجولة الأخيرة

العجيب أن الغواصة وكما روجت الشركة المالكة قد صممت بأحدث التقنيات لتواجه الغرق وتتحدى المياة العميقة إلا أن الكاسر الأطلسي رفض تلك التصريحات التي أعتبرها على ما يبدو إهانة لجبروته وقرر أن يبتلع الغواصة في أعماقه السحيقة بعد أن ضغط عليها بقوة  ضغط مياهه لتنفجر تيتان وترفع الراية البيضاء وتسلم ركابها عن طيب خاطر الوحش الغاضب ،العجيب  أن هذا هو ما فعله بالضبط مع العملاقة تيتانيك التي تباهى صانعوها وقتها بأنها صممت لتواجه الغرق وأنها فريدة من نوعها وتصميمها فرد الوحش الأطلسي على تلك التصريحات بغضب وقام بشطرها إلى نصفين لتستقر في قاع المحيط في أول رحلة لها .