التناقض أو المفارقات هي حوادث أو عبارات تبدو في الظاهر متناقضه وعبثية المعنى. أحياناً يدعو هذا التناقض إلى الأستغراب والتأمل الممزوج بالدهشة، وأحيانا  لا يدعو إلا إلى السخف. 

من أشهر التناقضات :

1- معضلة الجد المتناقضة

نذكر حالة من التناقض مستندة إلى أفكار نظرية في موضوع "السفر عبر الزمن" وقد ورد ذكرها في عام 1943 في ورقة كتبها (رينيه بارجافال) وهو مؤلف لروايات الخيال العلمي ، وتسرد على النحو الآتي :

لنفترض أن شخصاً تمكن من اختراع آلة الزمن لغرض العودة إلى الوراء في الزمن ومن ثم قتل جده البيولوجي قبل أن يقابل هذا المسافر جدته بعد حين ولدى عودته من الرحلة. ونتيجة لذلك ، لن يكون بمقدورنا تصور وجود أحد والدي المسافر (وبالتبعية للمسافر نفسه) حتى أنه لا يمكننا تصور وجود المسافر نفسه من خلال الخط الوراثي القادم من الجد، وهو نوع من التناقض المنطقي. معا الأخذ بعين الإعتبار أن السفر إلى الماضي "ممكن نظرياً"، لا يوجد في قوانين الفيزياء التي نعرفها ما يمنع من القيام برحلة إلى الزمن الماضي (رغم صعوبتها) خاصة وأن هناك ثلاث تقنيات مقترحة تؤدي ذكل الغرض إن توفرت الإمكانيات اللازمة هي : النفق الكمي وحقول إلتفاف الزمن وتجاوز سرعة الضوء (البعض من العلماء يراه ممكناً ).. ولكن معضلة التناقض تظل متواجدة

2- معضلة صالون الحلاقة المتناقضة

تسرد أحداث القصة باختصار على النحو الآتي :

كان العم (جو) والعم (جيم) يسيران إلى صالون الحلاقة وكان هناك 3 حلاقين هم (ألن ، براون و كار) يعيشون ويعملون في المحل لكن لم يكن جميعهم دائماً في المحل، كان (كار) حلاقاً جيداً وكان العم (جيم) يحرص على الحلاقة عنده وهو يعلم أن الصالون مفتوح لذلك فلابد لأحد منهم على الأقل أن يكون متواجداً في الصالون كما يعلم أيضاً أن (ألن) رجل عصبي جداً ولم يكن يترك الصالون أبداً بدون أن يذهب (براون) معه.

أصر العم (جو) على أنه متأكد من وجود (كار) في الصالون ، ثم قال أن بإمكانه إثبات ذلك بشكل منطقي فطالبه العم (جيم)ببرهان. فطرح العم (جو) الأسباب التالية:

لنفترض أن (كار) خارج المحل. فإذا كان (كار) خارج المحل عندئذ إذا كان (ألن)أيضاً خارج المحل فإن براون عليه أن يكون في المحل لأنه ينبغي تواجد أحد ما في المحل ليبقى مفتوحاً ، لكن بما أننا نعلم أنه كلما خرج (ألن) يصطحب معه (براون) فسيكون لدينا قاعدة عامة تقول أنه إذا كان (ألن) في الخارج فسيكون (براون) في الخارج ، كنتيجة لذلك عندما يكون (كار) في الخارج فعندئذ سيكون كلاً من القولين التاليين :

1- إذا كان (ألن) خارج المحل عندئذ سيكون (براون) داخل المحل.

2- إذا كان (ألن) خارج المحل عندئذ سيكون (براون) خارج المحل.

صحيحاً في نفس الوقت !!

فلاحظ العم (جو) أن الأمر يبدو متناقضاً ، فالفرضيتان تبدوان "متعارضتان" مع بعضها البعض ، لذا ، وبسبب التناقض ، يجب أن يكون (كار) من الناحية المنطقية متواجداً.

3- من الناحية الإجتماعية والسيكلوجية وعلى نطاق الأفراد تظهر العديد من التناقضات منها.

* الثقة المفرطة بالنفس هي انعكاس لمشاعر داخلية تدل على الضعف والدونية.

للتغلب على مشاعر العجز، الناس ( غالبا الرجال) يستبدلونها ب الغرور والفضاضة الأخلاقية،على نحو ساخر هذا الأسلوب المتبع يخدع وعيهم بأنهم "الألفا" أو الأشخاص الأقوى بينما هم في العمق مشبعون بمشاعر العجز والضعف.

*الأشخاص الهادئون هم الأكثر صخباً

عادتاً الأشخاص المنفتحون أجتماعياً يكون أكثر حيوية وإنجازاً عندما يكونون في مجموعات لكن عند يكونون بمفردهم يكونون هادئين وعاجزين ويشعرون باليأس، لأن عالمهم الخارجي مبهج ومتحرك دائماً لذلك تتكون لهم عوالم داخليه خاليه وتعم بالهدوء، على نفس السياق يكون الأنطوائيون في عالمهم الخارجي هادئين ومنعزلين ولكن عوالمهم الداخليه نابضة بالأفكار والحياة والخيال والحيوية.

*المضحكون هم الأكثر تعاس

نحن نظن أن الساخرين المضحكون أو الكوميديين سعداء ويضحكون بالفطرة، ولكن الغريب في الأمر أن المضحكون هم التعساء، السخرية والضحك غالبا ما أستخدمت كوسلية دفاع ضد العواطف الأكثر قتامة وتعساً ، أنظروا إلى روبن ويليامز، جيم كاري، سبايك ميليغان، ستيفن فراي، بيل هيكس، بيتر سيلرز والعديد من الكوميديين الذين انتهى بهم الحال بقتل أنفسهم بسبب الاكتئاب، أو أمراض نفسية أخرى . الكوميدين عادتاً ما يعتبرون من أذكى البشر ويمكننا أن نلحظ ذلك من خلال رؤيتهم الثاقبة للأكاذيب والأوهام في المجتمع،وكيف استخداموا ذكائهم ليعرضوا هذه الأكاذيب  بأسلوب ساخر ليأسروا جمهورهم ويكشفوا عن طبيعة الجنون الحقيقي للبشرية.