حول المسيحية و الإسلام
اﻹسلام و المسيحية فناء و بقاء
نشر في 15 ماي 2017 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
لا يفهم التعايش في سياق العقائد علي انه حرب وجود ، فالمسلم يوجد فينعدم المسيحي ، او ان المسيحي موجود فلا مجال لعقيدة سماوية مغايرة ان تحيا وتعيش.
هذا شيء لا يرضاه رب العقائد ، وتآباه سننه التي هي مدار كونه وارادته في خلقه ، وتدبير شئونه .
علي العكس تماما فالاصل ان يعيش الجميع وان تسعهم جميعا رحمته ومودته لان الاختلاف هو بعض تدابير نواميس الاكوان وغير ذلك هو خروج عن سياق منطق الاشياء وطبيعتها ومالوفاتها.
المسلم يعتقد في نهجه المقدس ان المسيحي كافر هذا حق لا مجال لمجاملة او مجادلة لانه لو اعتقد ان المسيحي مؤمن فلماذا يصر علي اسلامه ولا يتبع المسيحية ان كانت هي الايمان الحق.
والمسيحي يؤمن في ترانيمه المقدسة ان المسلمين كفار , والا لو الامر غير ذلك ما الذي يدفعه الي التمسك بدينه الذي يدين به ، لو علم انه الدين الذي انحرف به عن العقيدة الصحيحة والنهج السليم.
وفصل الخطاب الراشد يقول: ان اعتقاد المسلم بكفر النصاري ، واعتقاد النصاري بكفر المسلم ، هو اعتقاد لا لوم فيه ، لان ذلك هو السياق الذي تؤيده الطبيعة والمنطق والفهم والايمان الصادق الذي يصدر من قلب مطمئن وعقل راجح.
ولكن الخطآ كل الخطأ ان يكون ذلك تآسيسا لان يحمل كل منهما للآخر ضغينة توغر الصدور ، فالمسلم اخو المسيحي لانه التقي في صحيح دينه كل دافع يزكيه ويضعه في موضع هو كل حب وتكريم.
والمسيحي هو اخو المسلم لانه التقي في صحيح دينه كل دافع يزكيه ويضعه في موضع هو كل حب وتكريم.
إن شعور الانسان تجاه خالقه ، يكتفي ان تؤكده دمعة . تنحدر من عينيه في لحظة سحرية ، قد تولد من سجدة ، او من تامل في اعجازات الكون ، او في رسالة يقذفها الحق سبحانه وتعالي في قلب احسن استقبال اشارات الله اليه.
فالله هو الاسم الجامع للوجود الاعلي بكل معاني الكمال فيه ، ولكن هي كلمة تقال لان الكلمات والحروف التي هي بعض صور المعاني .
في اي غاية تبذل ان لم تكون في سبيل استشراف ذاك النور الذي ماذا عرفت الحياة وماذا قدمت الانسانية في غايتها العليا ان لم يكن ذاك لقياها و كنزها الثمين.
ايها السادة لقد لفظت اوربا الدين ، لانه حسبه قسيم كل دعوة لتغييب كل علم وتحضر في الوجود . بعدما قام علي سدته كهنة سوقوه تجارة رابحة ، فصوروا شرعته قراطيسا يبدونها كاوراق مالية تساوي صكوك نقود.
إن الاسلام لم يكن سوي نبراس علم تشهد بذلك اياته التي تفيض بحب العلم والعلماء.
وكذا المسيحية السمحاء ، صدع بها المسيح ترياقا ناجعا يبرا به الاسقام والالام . فلم تكون سوي سطرا ناصعا كتبه نبيا مرسلا جاء من بعده نبيا مرسلا ليختم البناء ويعقد حلقة العقد الذي نثر لؤلؤه الاول ابو الانبياء.