لو ركزنا قليلاً سنجد في حياتنا الكثير من القيود و التصنيفات الموجودة في المجتمع ، و التي يورثها كل جيل للجيل الجديد الذي بعده ، وتصبح هذه القيود و التصنيفات كأنها قرآن منزل أي تصبح هذه التصنيفات من المسلمات ، وغير مسموح لك بأن تناقشها فضلاً عن تغييرها ، إلى أن تصعّب هذه القيود حياتنا ، و تمنعنا من عيش حياة سعيدة واسعة غير ضيقة ، فما هي هذه القيود و من وضعها ؟!
هناك الكثير من القيود و التصنيفات سأذكر مثالين فقط ، القيود الخاصة بالزواج ، يعتقد الشخص أنه إذا أراد الزواج يجب أن يصل لعمر معين ، أو يجب أن يعمل في جهة معينه أولاً قبل الزواج ، أو يجب أن يكمل دراسته الجامعية ، قيود تخص تعلم لغة جديدة ، فمثلاً يعتقد الفرد أنه لن يتعلم اللغة الإنجليزية إلا عندما يدرسها من نقطة البداية مجدداً ، أو أنه يجب أن يسافر لبلد أوروبي معين ليتعلمها ، أو يجب أن يدرسها في معهد معين أي أن باقي المعاهد لا يمكنها تعليمه هذه اللغة .
وإذا ركزت أكثر ستجد أن هذه التصنيفات موجودة في كل تفاصيل حياتنا حتى في أصغر الأمور ، كأكل الحلوى المخصص للصغار فقط ، و مشاهدة الكارتون المسموح للأطفال فقط ، والإصرار على الجلوس في المقعد الإمامي في السيارة لأنه مقعد للكبار ، و تخصيص اللون الأحمر أو الوردي للبنات و الأزرق للصبيان ، أو يجب على الولد الأكبر الزواج أولاً ليتمكن باقي إخوته من الزواج .
وهناك الكثير الكثير من القيود و التصنيفات الموجودة التي أوجدها المجمتع والتي نصارع عليها و هي أمور غير موجودة لا في الشرع و لا في القانون ، وإنما اختلقها المجتمع و نحن صدقناها بكل سذاجة ، بل و نصل بسببها لأن نتحارب مع الآخرين و نكوّن لنا عداوات معهم ، و نملئ أنفسنا بالحقد و الحسد و الكره وغيرها من الأمراض المعنوية ، تأملوا في تصرفاتكم اليومية لكي تكتشفوا هذه القيود المزيفة لتتحرروا منها .
عمار العود
-
Ammarعمار محمد علي ، طالب جامعي محب للعلم
التعليقات
وقد يعتقد البعض أنها قيود.