من أجل بلد قوي.. لابد من (معارضة) قوية.. توازن كفة الحكومة.. فالسلطة المطلقة مفسدة مطلقة.. وبعد أكثر من ربع قرن من الحكم المطلق.. وديكتاتورية الرأي الأول والأخير.. الفرصة أكثر من مواتية لفرض التوازن السياسي..
الأمر لا يحتاج إلى مال أو سلطان.. بل مجرد فكرة ذكية تجمع الشعب في صف واحد يعبر عن ذاته.. والفكرة سوف أطرحها اليوم عليكم.. تأسيس (قوى ديسمبر)، شجرة من ممثلي الحراك وهم يصدحون بصوت الشعب بلا بطاقة حزبية ولا قبلية.. أقل ما يمجد ويخلد رسالتهم أن تجتمع كلمة الشعب على اسمهم( قوى ديسمبر) وتصطف في تيار واحد عريض لا يغرق في بحور التفاصيل بقدر ما يندفع بقوة (البند الأول) الذي يصنع الأجندة الوطنية..
لقد أضاعت أحزاب المعارضة المصطنعة الوقت في اجترار خبرتها القديمة التقليدية و السلطة المطلقة ازدادت إطلاقاً والخاسر الاكبر هو الشعب الذي ما استبقى شيئاً من كرامته..
نصف الوطن مهاجر في بلاد الله بعد أن ضاقت عليهم الأرض بما رحبت.. والنصف الباقي مفجوع في مستقبله.. ما أبقاه في الوطن إلا ضيق أبواب الخروج.. مئات الآلاف من المتقاعدين الذين اعتصروا عمرهم للوطن.. لا ينالون الآن إلا الإهانة في الدنانير التي لا تكفي سد رمق يومين متتاليين.. وحتى هذه الدنانير لا يحصلون عليها إلا بشق الأنفس بسبب جائحة السيولة المالية.
ولا أبأس منهم إلا الشباب.. استثمار الأسر عبر السنين.. دفعت فيهم الدينار الأسود ترجو يوم عطائهم الأبيض.. فإذا بهم مجرد جحافل من العطالى يتسكعون الأمل الضائع.. هذا للمحظوظين الذين أخطأتهم أوكار المخذرات والتشرد والتيه الأخلاقي..
بالله عليكم أسألكم من ضميركم ما الذي يجعل مثل شعبنا فقيراً.. شح الأراضي أم المياه أم الثروات الباطنة والظاهرة.. نملك كل شيء.. ولكن بكل أسف تكبلنا أغلال سوء الإدارة والفساد والإفساد وقهر الرأي الواحد..
يجب أن نعلن ميلاد (قوى ديسمبر) حتى لا نرهن حاضرنا ومستقبلنا لـ(محاسن الصدف).. (قوى ديسمبر) ليست مع وضد.. هي فقط مع الجزائر وضد الظلم.. عندما يرتفع (صوت) الشعب ينخفض (سوط) القهر..
المطلوب الآن وبأعجل ما تيسر تحالف عريض غير مشروط ببطاقة سياسية.. فرض عين على كل مواطن جزائري أن يكون في نسيجها.. تحالف من الأحزاب التي طالها النسيان في ادراج الوزارة المعنية تنتظر الاعتماد ومنظمات المجتمع المدني.. والفئات والمهنيين.. وكل أطياف وتقاسيم المجتمع الجزائري .. هذا التحالف سيشعل زناد (البند الأول) فقط لا غير.. ليسوا في حاجة لمتاهة في الأجندة.. فما أكثر أولوياتنا.. لكنها كلها ستأتي طوعاً أو كرهاً عندما يصبح الشعب الجزائري نهراً جارفاً بصوت وقلب واحد مثل ثورة فيفري المسمى بالحراك السلمي المبارك.
التصريحات التي تملأ أثيرنا السياسي هذه الأيام (غير منتجة).. صحيح تزجي الوقت وتمنح الإعلام والصحف مادة تقتات بها.. لكنها لن تحرك ساكن حالنا النكد.. والله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.. لابد أن نلتقط نقطة البداية.. لنشرع في رحلة الألف ميل..
بالله عليكم لا تتأخروا.. في كل ساعة تمضي تموت عشرات الأنفس البريئة بحسرة على الجزائر الحبيبة.. هذا غير الأحياء الأموات في قالب الهجرة غير الشرعية ألاف الأنفس تبتلغها قوارب الموت التي إزدادت بعد فقدان الشباب بصيص الأمل .. مئات الآلاف من الأطفال ينتظرون مستقبلا خالي تعليم.. ومثلهم نساء أرامل التهم الفساداللعين أعمدة حياتهن.. بئر معطلة في صحراء بلادنا وقصر مشيد في شمالها و في أوروبا.. معادلة ظلم ستصنع وجع الإحساس. بوطنين.. وطن في مركز لا يأسى على وطن في الهامش..
بالله عليكم لا تتأخروا.. الشعب ينظر إلى عقارب الساعة.. وينتظر شمعة أمل.