للبحث العلمي أهمية كبيرة وضرورة تلحّ في كل العصور، فهو أساسُ اكتساب المعارف وإنتاج رؤى مستقبلية، وعامل من عوامل التنمية والتطور، لذلك يجب أن يتحلى الباحث بالمواصفات التي تؤهله لإنتاج المعرفة وتحقيق الجودة والأمانة العلمية.

تتحكم في البحث العلمي في مجال العلوم الاجتماعية مجموعة من الأسس المنهجية والآداب، وذلك انطلاقا من خصوصية هذه العلوم وتفرّعاتها المختلفة، والأخلاقيات الواجب توفّرها لدى الباحث عند جمع المعلومات وتوظيفها انطلاقا من مصادرها المتنوعة.

أخلاقيات البحث في العلوم الاجتماعية:

تقوم منهجية البحث في فروع العلوم الاجتماعية المختلفة على خصوصية العلم أو الحقل المعرفي، فلكل علم موضوع ومنهج مؤسَّس. ويمكن اختصار الأُسس الاخلاقية التي يعتمد عليها البحث العلمي في هذه العلوم في:

* عنصر الموضوعية، التي تفترض الحيادية في الطرح والنقد، وهي من معيقات البحث عادةً؛ نظرا لطبيعة الظواهر الاجتماعية، السياسية أو النفسية المدروسة.

* عنصر الدقة في الطرح واستخلاص النتائج، ويشمل ذلك دقة المفاهيم والمصطلحات الموظَّفة، والالتزام بمنهجية البحث المتعارف عليها عند عموم الدارسين.

* الأمانة العلمية:

وهي الصدق في النقل والاقتباس والتوثيق، فلا يَنسب الباحث لنفسه ما ليس له، بل يجب عليه ذكر المصدر الذي أخذ عنه. وهي أيضا من المشكلات التي تواجه البحث في العلوم الاجتماعية.

وقد عرّف القرار الجزائري رقم 933، الصادر بتاريخ 28 جويلية/تمّوز 2016، السرقة العلمية بأنها "كل عمل يقوم به الطالب أو الأستاذ الباحث الاستشفائي الجامعي أو الباحث الدائم أو كل من يشارك في عمل ثابت للانتحال وتزوير النتائج أو غش في الأعمال العلمية المطالب بها أو في أية منشورات علمية أو بيداغوجية أخرى". لكن، وللأسف، لا تزال إجراءات المتابعة قاصرة؛ نتيجة ضعف دور المؤسسات الجامعية والمجالس العلمية في التثبُّت من التزام معايير الأمانة العلمية في الإنجازات البحثية وأطروحات الدكتوراه.

إن البحث في العلوم الاجتماعية يجب أن يخضع لأسس منهجية صحيحة، وآداب يجب أن يتّصف بها الباحث حتى يحقق الجودة والإنتاج المعرفي القائم على معايير النزاهة والإبداع الفكري.