بلا مقدمات سخيفة و ديباجات مطولة، و باختصار شديد جداً،
تزوجي رجلاً تحبينه!
هكذا فقط،
ليس بالضرورة ان يكون غراماً او هياماً او عشقاً او جنوناً!
لا، ابداً..
اي درجة من درجات الحب و هي كثيرة جداً تكفي لتضمن لك سعادة تستمر لاعوام طويلة قادمة
و لا يجب ان يكون كامل الاوصاف،
يمكنه ان يكون اي شيء،
يكفي ان يُظهر القليل من المودة و الرحمه و الاحترام بينكما لتقلع سفينتك بنجاح،
نعم يا صديقتي العازبة،
الارتباط بلا عاطفة هو تذكرة أبدية الى الجحيم،
شعور قاتل و اختيار بشع و صعب و ثقيل، و قد يكون خانقاً و مميتاً في بعض الأحيان،
و لن يستطيع عقلك مهما بلغت رجاحته و لا محفظة نقوده مهما ثقل وزنها ان تتجرع كل التجارب و المرارات و القيود التي سيأتي بها هذا العيش المشترك المستمر و المفترض الابدية، مع شخصٍ لا تتحرك نحوه عواطفكِ و لو حتى قليلا،
اما قلبك فإنه حتماً سيفعل،
بل و اكثر من ذلك،
كل مُرٍ قد تتجرعانه معاً ستتخطيانه سوياً بصلابه ثم تولدان بعده من جديد و انتما اسعد شخصين في العالم.
الحب يا سيدتي ضرورة ملحة و اولوية اولى،
و ليس مجرد اكسسوار في ذيل القائمة يمكنك دائماً استبداله او الاستغناء عنه بعد تأمين الاولويات المطلقة مثل المال و المنطق و التناسبات الاجتماعية،
ضرورة ان تشعري بشيء من المودة نحو الشريك، ان تألفيه، ان تميلي اليه، ان تستلطفيه،ان تعشقيه تسبق ضرورة مسألة ارتباطك كلها.
اذن!!!
كيف تعرفين بانه الشخص المناسب؟
يعجبك
تتذكرين تفاصيله
يغيب فتشتاقين اليه
تطول غيبته فيتسلل القلق الى نفسك
و تخشين عليه من ما تخشين من افعال الحياة
و ترتبكين،
مهما كنت شجاعة و واثقة و رصينة و انانية
و يعرف قلبك الخوف، خارج حلقة المقربين منك، تلك الحلقة الخاصة، المألوفة جداً و الدافئة.
تلتقطين ذبذبات الاعجاب نحوه
و تثير غيرتك قليلاً ،مهما بلغت ثقتك في نفسك
و شككِ احياناً، مهما كانت ثقتك فيه
و يشغلك نسبياً،
يتسرب الى تفاصيل يومك دون قصد او ترتيب مسبق،
ترتاحين لوجوده
و تزعجك فكرة العيش بدونه
انها مشاعر ثابته قد تختلف قوتها من شخص لاخر لكن اساسها واحد
هو الحب !
متى ما اختبرتها و مهما كانت ضئيلة و ضبابية و تافهة فأنتِ مع الشخص المناسب !
و عندما يمر العمر و يذوي الجمال و يهرب الشباب و تفقد الاموال والثروات سطوتها، و الاحلام زهوتها، و يذهب الصغار كل في طريق..
ستتطلعين الى حياتك بفخر و تدركين انك كنت انسانة غنية جداً و ذكية جداً
انسانة ناجحة،
استثمرت العمر كله في قلبها و خرجت رابحةً دائماً من كل المواقف و الظروف مهما كانت الخسائر فادحة !
وهذه يا صديقتي هي ثروتك الحقيقية!