يحكى أن رجلًا كبيرا في السن قد استلقى على السرير وبجانبه أبنائه فقال لهم أنه في حياته قد ضاق صدره وتكدر و أثقل على نفسه بالتفكير بـأمور عدة أكثرها لم يحدث!
يقول الشافعي:
سهِرت أعينٌ ونامتْ عيون.. في أمور تكون أولا تكون..
فادرأ الهم ماستطعت عن النفس.. فَحملانُكَ الهمومَ جنون..
وقيل ببعض الأبحاث أن 80% من الذي تخشاه لا يحصل!
ومن رزانة العقل وصحته عدم التفكير وإغراق النفس بالهموم بسبب أمرٍ أو حدث سيء من المحتمل (وليس من المؤكد) حصوله !
يقول الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله: ""إنه لا يدخل ألم قلبك أبدًا إلا باختيارك وسماحك له,يحمل رجلان متكافئان القوة الحمل معًا,فيشكو هذا ويتذمر وكأنه يحمل شاحنة ,والآخر يضحك ويغني! ""
إنها قناعات وعادات في التفكير.. تختلف من شخص لآخر,فاختر لنفسك ما شئت طريقًا,وتذكر أن صحتك وسعادتك بطريقتك في التفكير.
إن القناعة من يحلُلْ بساحتها.. لم يلقَ في ظلِّها همَّا يُؤَرِّقُهُ..
قيل للأحنف بن قيس مما تعلمت حسن الخُلق؟ فقال من قيس بن عاصم,كانت لديه جارية (خادمة) فأتت بسيخ حديد عليه نار شواء فوضعتها خلف ظهرها فسقط على ابنه فَقُتل لوقته,فَدُهشِتْ الجارية! فقال لها: لا روع عليكِ, أنت حرة لوجه الله تعالى.
وما أجمل قول أبو العتاهية:
فيا ربُّ هبْ لي منك حُلْماً فإنني.. أرى الحِلمْ لم يندم عليهِ حليمُ..
وقال آخر:
لا تعذليني يابنة القوم إنني.. وإن همَّ دهري بالسفاهِ حليمُ..
وأسأل الله تعالى التوفيق.
المراجع متعددة من أرادها يأتني بالخاص,وصلى اللهم على سيدي محمد صلى الله عليه وسلم.
-
قارئ عجولإذا ما كنت ذا قلب قنوع .. فأنت ومالك الدنيا سواء..