ليس هناك أي شعور في تاريخ الإنسان منذ العهود الأولى إلى يومنا هذا،حظي بالاهتمام أكثر من الحب،الذي اتخذ في العديد من الأحيان طابع الميولات المحظورة،واعتبر من الطابوهات.كما أدى الحب العذري بمن وقعوا في مخالبه إلى مضايقة الأهل والتعرض للإضطهاد.

والواقع أن الحب إحساس رفيع،وقيمة ضرورية لإستمرارية الحياة والتعلق بالآخرين،ونشر الخير والسلام في العالم.وبما أنه عملة نادرة وثمينة،فأوجاعه تؤلم وتعذب،ولو لم يكن كذلك لما ضحى المحبون بأغلى ما يملكونه في سبيل من يحبونه،لكن الحب يزهر ويكبر مع الصدق والشعور المتبادل،ومن يحب يتشبع بقيم الوفاء والتفاني والتحدي.

وبما أن الحب يسلب صاحبه،ويقوي فيه الثقة بالآخر تحت وطأة الميل الشديد إليه،فإن الإنتهازيين والدجاجلة،يستغلون القلوب المحبة والولهة لتلبية أطماعهم المادية والنفسية،غير عابئين بمشاعر الواقعين في حبهم وما يكابدونه من انتكاسة وصدمة وانكسار،حين يدركون بأنهم كانوا ضحية نفاق وكذب ومكر.

وإذا كان هناك من يلوم الحب ويعتبره سبب شقائه،فإن الحب بريء من هذه التهمة براءة الذئب من يوسف عليه السلام،وأن اللوم ينبغي أن يوجه إلى العابثين بالحب،والذين لا يضعون مشاعرهم ومشاعر غيرهم موضعها الحقيقي.

يا معشر العشاق موتوا صبابة ☆☆☆ كما مات بالهوى قيس معذب