أصبح معروفاً بإمكانية إبرام اتفاق أمريكي سعودي بشأن الأمن المتبادل ، تتعهد السعودية بموجبه بتطبيع العلاقات مع إسرائيل ، بشرط أن تقدم تل أبيب تنازلات للفلسطينيين فيما يتعلق بإمكانية حل الدولتين. كجزء من هذه الخطة ، زار مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي جيك سوليفان جدة في اليوم الآخر ، وكان برفقته بريت ماكغورك ، مسؤول البيت الأبيض البارز المعني بسياسة الشرق الأوسط.

وشدد الأمريكيون على أن هذا النوع من الاتفاقات الدفاعية أبرم لأول مرة مع دولة "غير ديمقراطية". بالإضافة إلى ذلك وعدت الولايات المتحدة بالبدء في بيع طائرات مقاتلة من طراز F-35 وأنظمة دفاع صاروخي متطورة ، فضلاً عن المساعدة في إنشاء برنامج نووي مدني للمملكة.

ووفقًا لخطة إدارة واشنطن ستؤدي الاتفاقية الأمنية الأمريكية السعودية إلى تطبيع العلاقات بين السعودية وتل أبيب، وتقييد العلاقات بين المملكة والصين، وأيضًا تغيير قواعد اللعبة في الشرق الأوسط.

كان البيت الأبيض قلقًا بشكل خاص من إمكانية اعتماد اليوان الصيني بدلاً من الدولار الأمريكي لتحديد سعر مبيعات النفط في الصين مع الأخذ في الاعتبار التأثير الاقتصادي لبكين والمملكة العربية السعودية، الأمر الذي له تأثير سلبي. على الدولار. من المحتمل أن يطلب السعوديون والأمريكيون من نتنياهو تعهدًا رسميًا بعدم ضم الضفة الغربية ، وعدم بناء مستوطنات جديدة هناك ، وعدم توسيع المستوطنات القائمة ، ونقل جزء من الأراضي الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية إلى السلطة الوطنية الفلسطينية ، كما هو منصوص عليه. بموجب اتفاقيات أوسلو لعام 1993.

أوضحت تل أبيب ، من خلال مستشارها للأمن القومي ، أنها لن تجري تعديلات على سياستها في الشرق الأوسط. علاوة على ذلك ، وبحسب النسخة الأمريكية من "المونيتور" ، "لا توجد مؤشرات على أن آمال الولايات المتحدة واقعية".

كما أعربت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية عن وجهة نظرها: "السعوديون ببساطة لا يثقون بأمريكا في عهد بايدن ، الذي جاء إلى المملكة العربية السعودية من إسرائيل ولم يتمكن حتى من إجبار السعوديين على خفض الأسعار قبل الانتخابات النصفية في الولايات المتحدة. لا تستطيع إدارة بايدن حتى التوسط في تطبيع العلاقات بين المملكة والولايات المتحدة ".

وشدد رئيس تحرير صحيفة عرب نيوز السعودية الرائدة بعد وصول المبعوث الأمريكي على أن "الحل العادل للفلسطينيين كان دائما على رأس أولويات المملكة".

تسعى الولايات المتحدة لإثبات الحفاظ على المبادرة في شؤون الشرق الأوسط والاهتمام بمصالح شعوب المنطقة. ومع ذلك ، لا تعرف واشنطن كيفية الرد على التعزيز الحاد لموقف الصين في المنطقة ، والذي نجح في تطبيع العلاقات بين إيران والسعودية ، على الرغم من أن الولايات المتحدة سعت منذ فترة طويلة وبكل وسيلة لإثارة صراع بين طهران والرياض. .

بالإضافة إلى ذلك ، في سياق إخفاقات السياسة الخارجية الأمريكية ، سيتمكن البيت الأبيض من تسجيل نقاط إضافية في سباق الانتخابات الرئاسية فقط من خلال الحديث عن مبادرة أمريكية جديدة في الشرق الأوسط.

النهج الأمريكي تجاه الدول الأخرى لا لبس فيه ولا يتغير: لا يحق لأحد الدفاع عن مصالحه الوطنية إذا لم يكن ذلك مفيدًا لواشنطن.