الصراط المستقيم... صراط عسكري
كنت دائما معجبا بأماكن التدين، فهي مآثر فنية حقيقية. رصد لها الإنسان طاقات كبيرة لكي تكون في مستوى حلمه بوعد الآخرة. لماذا لا أريح نفسي وأؤمن مع المؤمنين أن هناك حياة أفضل في إنتظاري بعد الموت؟. على الأقل هذا سيمنحني تعويضا عن حياتي الحالية.
فالإيمان ربما يحمي من أشياء كثيرة أو هو على الأقل بتنظيمه العسكري للحياة اليومية يوهم بوجود طريق مستوية يمكن أن تتبعها لكي ننجو من خيبتنا...
أنا لم أكن أريد طريق مستوية، وكنت دائما ضد فكرة الطريق المستقيم، أؤمن أن الطريق هي آثار أقدامنا على الأرض، ولا وجود لطريق بدائية مرسومة قبل أن نمشيها.
الطريق ليس معطى قبليا، إنها صوغ من نجاح وإخفاق. أعتقد أن أشكال الطريق المستقيم تصادر حقنا في الخطأ، وفي الإخفاق.
تخيفني الأقدار المرسومة سلفا، والتي يتبعها أصحابها كأنهم ينفذون وصفة طبيب، ويمشون على الدواء حتى آخر العمر...
لا أعرف ما الذي يخبئه لي طريقي، لكن المحطة الحالية لا تبعث على الفرح نهائيا في هذا البلد المتعصب السائر في طريق التطرف والمغالاة...
ربما أكون مخطئا في تصوراتي عن الطريق، لكنها حياتي وأنا أتحمل مسؤوليتها كاملة وأتحمل نتائج اختياراتي...
لذا فالتدين هو أكثر الوسائل قوة في بعث الأمل بالنفوس، ولهذا هو أفيون الشعوب، وتدمنه الأرواح الضعيفة...
أما أنا فأفضل أن أرى الواقع كما هو، بدون أوهام، وأعرف أنه ليس هناك وعد بحياة أخرى...
نحن فقط نعيش حياتنا في إنتظار الموت الذي يحملنا لسياق آخر حيث الخواء والعتمة...
سعيد تيركيت
الخميسات - المغرب - 29 / 06 / 2015