..... فانما حياة واحدة لا تكفي.
اقرا كل يوم ولا تنام بنفس العقلية التي استيقظت بها; فان حياة واحدة لا تكفي.
نشر في 09 ماي 2024 .
القراءة هي منبع الافكار, ومسرح الفنون والاداب, هي ارتقاء للروح وسمو للعقل, المجال للاستبصار والنظر بالبصيرة, منها ياتي الالهام وبكثرتها تزال الاوهام.
القرءاة كانت ولا تزال شيئا عظيما يرتقى بعقل الانسان وفكره , ولا شك في ذلك وقد كانت اول كلمة نزلت من السماء بوحي من الله " اقرا" على قلب نبيه صلى الله عليه وسلم, فاصبحت مسئوليته فتحملها وادها ودعى الناس اليها ليقول للامة بلسان حاله ان تقرا فان حياة واحدة لا تكفي.
نعم حياة واحدة لا تكفي; لابد للانسان ان يقرا ليعرف ماضية لان الماضي هو فك لشفرة المستقبل وفهم لبعض جوانبه, فالتاريخ يكرر نفسه وعلى الانسان ان يستبصر.
قد تكون الجملة هذه قد خصت القراءة بالتاريخ ولكن الامر مرتبط بكل العلوم; فان الانسان اذا طالع متون العلماء في اي مجال من مجالات العلم سوف يعطيه اعمارا فوق عمره, وتقلل عليه اوقات من البحث وجمع المعلومات التي قد افنى العلماء حياتهم في جمعها, ولا سيما العلم الشرعي الذي يزيد الانسان معرفة بربه بشكل اعمق, واستبصارا في هذا الدين العظيم.
ولا شك ان في هذه الاونة الاخيرة قد صار العالم اليوم غارقا في فجوة كبيرة مابين المعرفة وعدم الانتفاع بها.
فاصبح العالم الان قرية صغيرة بما توصل له العلماء من احدث الوسائل العلمية والتكنولوجية, كل تلك القدرة الهائلة والكم الكبير من المعرفة, والتنوع في طرق الحصول على المعلومات, والتدفق الكبير في سيل تلك المعرفة جعل الانسان يغوص في عالم من التشتت وفي بحر من المصادر.
لذلك لن يستطيع الفرد تحقيق اكبر قدر من الاستفادة من مجال ما الا اذا تناول مصدرا واحدا وانتقاه ليسير معه دربه الموصل لشط المعرفة النوعية, واتخذه كصديق لا يتركه الا بموته, في نهاية اخر سطر منه.
لا نقول ان يجعل الانسان تركيزه كله على ذلك المصدر بشكل لا يسع له اذا ما عصيت عليه فكرة ما او معلومة الا يتناولها في مصادر اخرى ليجعل بذلك همة في نفسه, واستلهاما للافكار , واطلاعا على الاراء المختلفة; بل والتعمق في فهم المسالة المستعصية.
ولكن على الانسان الا ينسى صديقه القديم الذي اخذ على نفسه عهدا بالمضي قدما معا لنهاية الطريق.
اذا على الانسان حتى يحقق اكبر قدر من الاستفادة ان يستعين بمصدر معرفي واحد يكون من احسن ما ينتقى ثم يستعين ببعض المصادر الفرعية لفهم بعض النقاط التي تصعب عليه اثناء رحلة التعلم.
- كتبه محمد سيد