فلسفة الأضحية - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

فلسفة الأضحية

الأضحية ثورة على العادات الجاهلية/ وجهة نظر

  نشر في 29 يونيو 2023  وآخر تعديل بتاريخ 02 يوليوز 2023 .





      من المعروف أن من عادات المجتمعات القديمة في كثير من بقاع الأرض عادة تقديم الإنسان قرباناً لله تعالى. وقصة النبي إبراهيم مع ابنه إسماعيل عليهما السلام هي ثورة على تلك العادة ومحاولة لإبطالها، وأبطلت وحل محل دم الإنسان دم الحيوان. فعيدنا ليس عيد دم، كما يدعي المشككون، بل هو احتفال بالإنتصار على إراقة دم الإنسان. وليس الغاية من ذبح الأضحية مساعدة الفقير كما هو معروف، فيقترح المشككون إقتراحًا لطيفًا لمساعدة الفقراء بدل تلك الطريقة القاسية بذبح الحيوان، وذلك بجمع مال الأضاحي وإقامة مشاريع للفقراء حسب رأيهم.

إن حكمة الاضحية أكبر من مساعدة المحتاج، فمعروف في السنة النبوية أن الأضحية تقسم ثلاثة أقسام عند توزيعها، ثلث للمضحي نفسه وأهل بيته، وثلث لأقاربه ومعارفه، وثلث للفقراء. فما هي المساعدة التي سيقدمها المضحي لقريبه الغني الذي يأكل اللحم كل يوم! وقد يضحي ذاك الغني ويعطيه لحمة أيضًا، فإنها ليست مساعدة من أي من الطرفين، وليست عملية تبادل اللحوم فحسب، بل هي عملية تبادل الحب والتقدير ما بين أفراد المجتمع، بعادة تقوي صلة الإنسان بأخيه الإنسان باسم الله تعالى، عكس ما كان في الماضي يقتل الإنسان أخاه الإنسان باسم الله تعالى.

الأضحية تذكرنا كيف كان الإنسان يقتل الإنسان، وكيف تمكن نبي وهو بشر من إبطال أقسى العادات المجتمعية. والأضحية متزامنة مع شعائر الحج، فبينما كل الحجيج من كل بقاع العالم يجتمعون في مكان واحد سواسية بكل أطيافهم وألوانهم وأجناسهم، يضحي غير الحجيج ويحتفلون مع بعضهم البعض بتماسكهم مستذكرين قضية إبراهيم عليه السلام مع ابنه التي بها أبطلت عادة تقديم الإنسان قربانًا لله تعالى.


وهنالك من ينتقد عادة ذبح الأضاحي في البيوت لأنها تسبب أذى نفسيًا للأطفال، أنا أضيف صوتي مع الأصوات التي تنادي بذلك، وتدعو لإبدالها بجمعيات تقوم بتلك المهمة وتوزيعها بسيارات خاصة فيها تبريد حفاظًا على اللحوم من الفساد، وحفاظًا على مشاعر الأطفال وبعض الكبار الذين يتأذون من رؤية مشهد الأضحية، وكذلك تخفيف ضغط شغل العيد على أهل البيت خاصة المرأة.


أخيرًا


الأضحية تعلمنا أن الإنسان يظل أولًا، والإنسان اليوم إن لم يقتل قربانًا لإله ما، أو صنم، فشخصيته تغتال بمنعه من التفكير، وتغتال باسم العادات، وكذلك تغتال الشخصية الإنسانية السوية لغاية ما، وتقام الحروب ويقدم الإنسان قربانًا من أجل غايات ومنافع صارت أهم من الإنسان كالإقتصاد، أصنام كثيرة صارت هي أولًا وصار الإنسان أخيرًا واغتيل من أجلها، فهل سنكون من أولي العزم ونتمكن من مواجهتها وإبطالها!

 


  • 2

   نشر في 29 يونيو 2023  وآخر تعديل بتاريخ 02 يوليوز 2023 .

التعليقات

ياسر السيد منذ 9 شهر
معني جميل وجديد للاضحية احسنت .
0

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا