سترونغ اندبندت وومن!! - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

سترونغ اندبندت وومن!!

امراة مستقلة و قوية!!

  نشر في 09 يناير 2020  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

‏يمكنك أن تأخذ كل شيء من الانسان الا شيء واحد : حريته في اختيار موقف محدد في ظروف معينة.

هكذا يقول فيكتور فرانكل

و هو أمر صحيح بالفعل و لكن هل هذا الحق مكفول للجميع ؟! هل يمارسه جميع الناس بكل سلاسة؟!

بغض النظر عن هذه المقولة،

هل سبق و مرت على اسماعك عبارة 

 Strong independent woman

انها ليست مجرد عبارة رائجة افرزتها الألفية الجديدة، تضج بها مواقع التواصل، تتهافت الفتيات على ترديدها و التغني بها حتى أصبحت العبارة و مدلولاتها الظاهرة هي هدف الكثيرات دون فهم حقيقي لمعناها،

بل انها أقرب ما تكون "شعارا نسويا" تتبناه الكثير من الفتيات من مختلف الفئات العمرية دون تعمق كاف في فحواه،

و السؤال هنا ترى هل فعلا أصبحت المراة قوية و مستقلة؟؟ و هل يكفي هذا؟؟

و ان كان فما مدى قوتها و ما معنى استقلالها؟؟

لنبدأ إذن بتعريف القوة و الاستقلال،القوة هي القدرة على تحمل الضغوط اي كان نوعها مع القدرة على مواجهتها، و الاستقلال هو الاعتماد على النفس دون تلقي الدعم من اي طرف آخر، و لكن هذا التعبير لا يتضمن الحرية و لا يقر بها، بل انه قد يفرض عليك عبودية من نوع آخر، هذا التعبير الحديث منقوص و ظالم و عنصري و يشبه كثيرا التعبيرات التي كانت تنادي بها المجتمعات قديما و التي ترى في زواج البنت سترا، و إنجاب الذكور ضرورة، و "البنت مصيرها في بيت زوجها"، معللين بانها سنة الحياة، و من فاتته هذه السنة المزعومة قلل المجتمع من شأنه و ادميته و وزع عليه شفقته الواضحة و شماتته المستترة و المعلنة،

اما اليوم يطالب المجتمع المراة بأن تكون قوية و مستقلة ،ان تتخرج و تعمل و تنجح و تكسب المال و لكنه يريدها أيضا ان تبحث عن زوج مناسب و تنجب اولادا اناثا و ذكورا لتثبت جدارتها كانسان، لكنه في الحقيقة يطلب منها أن تتحول إلى بطل خارق بقدرات غير عادية حتى يمنحها بركته،

المجتمع الجديد المتحضر لم يهب المراة حريتها، و لم يحترم انسانيتها، و لم يقدر عقلها، و لم يهتم لقراراتها، فهي لا زالت بالنسبة اليه مجرد ضلع اعوج لا امل فيه، اما ان يكسر بالقوة او يبقى على اعوجاجه ،و لا زال يراها حفيدة لحواء التي اخرجت ادم من الجنة، و لم يغفر لها احد ذلك، و يغفل انها الشريك الذي انس وحدته و صنع العالم معه،

المراة للاسف تم خداعها و لم تأخذ شيئا من حريتها المزعومة، بل اصبح كاهلها مثقلا بالمسؤوليات الجديدة و باتت مطالبة باشياء تفوق ما يطلب من الرجل بكثير، و بات مفروضا عليها أن تكون كل شيء حتى لو لم ترغب في ان تكون اي شيء،

في السابق كانت المراة تكافح لتتعلم، و لتختار شريك حياتها ،و لتعمل، و لتشارك في الانتخابات و ليسمح لها بالتصويت فيها،

تلك الحقوق الطبيعية التي منحها المجتمع لنفسه، لم يعطها للمراة مجانا، بلا ثمن و لا معارك، فقد كانت المراة و لا تزال تحارب لتحصل على حقها الذي اعطاها الله لها و سلبه المجتمع منها،

و رغم كل هذا لم تتحرر المراة بالفعل ، لم تحصل على ما تريده فعلا، و لم تحقق ما تطمح إليه،

و ظل مفهوم الحرية غامضا و فضفاضا و افعويا تزداد معه القيود و تضيق مساحة الحرية الشخصية ،

و الحرية الحقيقية و التي يجب لن تفهمها المراة و تمارسها هي أنها حرة في ان تتعلم او لا تتعلم ، حرة في ان تدرس الطب او تتخصص في تصليح السيارات، حرة في ان تعمل او لا تعمل، حرة في ان تتزوج مبكرا او متاخرا او ان ترفض الزواج، حرة في ان تستمر في العلاقة او تنهي شراكتها مع رجل لا ترتاح اليه، حرة في ان تنجب طفلا واحدا او عشرة اطفال او ان ترفض الإنجاب بالمرة، و حرة في ان تختار ان ترضع طفلها او ترفض الإرضاع لو لم ترغب، هكذا كرمها الله ، و هكذا اهانتها المجتمعات و ازدرتها و قللت من قيمتها و دورها،

يجب أن تفهم المراة بأنها صاحبة القرار فيما يخص مستقبلها و شكل حياتها وفقا لمعاييرها و قناعاتها الشخصية، يجب أن تفهم انها انسان كامل يستحق الحياة و السعادة بلا اي إنجازات و لا تضحيات و لا اثباتات، الا لنفسها، يجب ان تفهم انها لا تتساوى مع الرجل في الحقوق بل ان لها أكثر من ذلك بكثير، يجب أن تفهم ان المساواة ظلمتها و كانت سما له مذاق العسل و حقا اريد به باطل و لم تكن التعويذة السحرية التي حررتها، و كسرت اغلالها،

لان الحرية وحدها هي كلمة السر و المعنى الاسمى الذي تتحقق فيه كل الاشياء و بغيابها يفقد العالم معناه و المكاسب قيمتها،

و هذه الحرية اليوم هي أصعب و أخطر ما يمكن أن تطلبه امراة في عالم يخبرها باستمرار ما يجب أن تكون عليه، كيف يجب ان تفكر، ماذا يجب ان تدرس و من تحب و من تتزوج و كيف تبدو و تتحدث و تتصرف و تعيش، كل هذا ليغدق عليها حبه المشروط و احترامه الغالي الثمن

أدرك تماما صعوبة ان تتقبل المراة نفسها إذا لم يتقبلها احد كما هي ، و هو وضع دقيق و شائك على اي انسان و ليس على المراة وحدها، لكن وضع المرأة فيه أصعب لانها أكثر رقة و أشد حساسية من قرينها الرجل.

و أدرك أيضا للاسف ان الد اعداء المراة هم نساء مثلها حاربهم المجتمع فاذعنوا له و اثبتوا له انهم جديرات بحبه، و لن يقبلوا ابدا ان تمارس امراة اخرى حرية لم يمارسوها، ف يستفزهم عنادها و تشبثها بحق تخلوا عنه قبلها، 

ادرك تماما ان اكبر إنجاز يمكن أن يحققه انسان هو ان يكون نفسه في عالم مليء بالنسخ، و أعظم إنجاز يمكن أن تحققه المراة بالتحديد هي أن تدرك أهميتها و تفتخر بانوثتها كما تشاء دون الحاجة لأن تثبت شيئا لأحد،

و ان الحرب الوحيدة التي يجب تخوضها وتنتصر فيها، هي حربها مع نفسها كي تنصف حقيقتها و انوثتها و قلبها و عاطفتها في مجتمع يخاف منها و يهزأ بعواطفها و يستهين بعقلها و  يتلاعب بها ليشعرها  بالضعف و النقص و يستدرجها على مر العصور  الى اشكال متعددة من الحروب و التحديات و الصراعات التي تخرج منها  غالباً مهزومة و مكسورة مهما عظمت انتصاراتها لانها لم تنتصر لنفسها،

 حروب وجدت نفسها مقحمة فيها و لم تخترها ، بل ساقتها اليها الاستفزازات المتكررة لانوثتها، و لأنسانيتها ، فباتت مجبرة على الثأر لكرامتها باثبات شيء ما لشخص ما او لمجتمع ما ،  فقط لتثبت احقيتها في الوجود في هذه الحياة، و هو في الحقيقة حق مكفول لها منذ كانت  سرا في علم الغيب، و لا يحتاج إلى إثباتاتٍ و لا  الى جدارة،

حروب مهينة و غير عادلة تتلخص اهدافها في ان تعيش المراة غير مدركة لحقيقتها، و لكي لا تكتشف قيمتها و تفهم كم هو عظيم ان تكون انساناً خلقه الله انثى في هذا العالم الصعب، 



  • 2

   نشر في 09 يناير 2020  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا