إلى غابرييل 15.
رسالة أخرى
نشر في 17 يوليوز 2023 وآخر تعديل بتاريخ 18 يوليوز 2023 .
السابع عشر من تموز 2023
17:17
في كُلِّ تمُّوزَ يَحْملُني الياسمينُ إلى
شارع , لا يؤدِّي إلى هَدَفٍ ..
بَيْدَ أَني أُتابعُ أُغنيّتي .
هذا ما قاله درويش أما أنا فكل تموز، كل شيء كل شارع كل عطر لا يقودني إلا إليك .
عزيزتي غابرييل
في خِضّم غرقي هذا المساء وصلني طردكِ السريع كحبل نجاة طويل طوقني من كل جانب و سحبني نحو شواطيء الأمان و السلام.
في مرور سريع بي، قُلتِ:
انا الآن في المطار ..
ألاحق ما تكتب ..
هل يمكن أن تكتبُ عن سفر في نفس لحظة توقيته؟!
طائرتنا بعد ساعة ونصف ..
تمنيتُ أن أقول لكَ مع السلامة ...
هل أكتب لكَ؟
و تمنيتُ أنا أكثر من ذلك بكثير يا عزيزتي، كنتُ طوال حياتي أدعو من الله ومازلتُ أطلب الكثير و لم يتحقق شيء..
لم أصل لشيء، و لكني وصلتُ إليكِ..
لقد كنتِ مثل أمنية متمردة لم أطلبها، مثل معجزة حطّت عَليَّ من السماء..
لقد كنتِ مثل تعويض جميل عن كل انتظاراتي، عن كل عثراتي..
مدّدتِ يديكِ المحبتين نحوي دون شروط و سحبتني من قاع الظلام السحيق الذي كنتُ واقعا به..
و حين بَقيتْ خطوة واحدة نحوكِ تحطم الجسر بيننا و تقطعت كل الحبال، ووقعنا بهاوية المستحيل، احترقنا بنيران الحب و البعد و الشوق...
المشكلة أني لم أحترق، لم أعد لوحدي للقاع، بل سحبتكِ معي لعالمي المجنون وغرقنا كما لم يغرق إثنين من قبل..
آسف على كل شيء أيتها الغالية، آسف على كل ما لم أستطع أن أغير فيه، على كل المسافات والطرق التي عبَّدتها بغبائي و حمقي ظنا مني أنها ستكسر الوقت بيني و بينك، لم تكن إلا مسافات لعينة ضاعَفَتْ من حجم البعد و قضت على كل فرص اللقاء بيننا.
مازلتِ لم تغادري بعدُ قاعة الإنتظار و ربما تحلقين الآن مبتعدة، و تبتعدين أكثر و أكثر نحو سماء أخرى و أرض أخرى، وشمس أخرى، وغروب لا يشبهنا .
عاجز على إيجاد حل أمام مأزق الهامش اللعين، رافض كل الرفض لهذا الواقع البائس..
متعب من الركض فوق مسافات الجحيم التي لم تتوانى يوما عن إبعادي عنك، عن إقصائي وطردي من كل سباق ..
ماذا افعل!؟
تمنيت لو كان بإمكاني فعلُ شيء لأوقف رحلتكِ..
لا فائدة..
أرفع رأسي للسماء، علني ألمح طائرتك، ألوح بيدي علكِ تلمحينني و أنتِ تحدقين عبر النافذة..
صعب هو الرحيل، فارغة هي حقائبه و إن امتلأت بكل ما لا نريد و لا نحب ..
إعذري إيجازي، وضعف حرفي أمامكِ.
أتمناك بخير دائما و أبدا
أكتبي لي، و لا تدعيني لأفكاري، لغربتي ووحدتي
حرفكِ يا حبيبتي طوق نجاتي الوحيد ، عزائي الوحي
المخلص
آرثر
-
Abdelghani moussaouiأنا الذي لم يتعلم بعد الوقوف مجددا، واقع في خيبتي