رمضانُ الطّالب - 1441هـ - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

رمضانُ الطّالب - 1441هـ

  نشر في 25 أبريل 2020  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

مرحبًا وأهلًا!

قبل البداية..

آمل أن نتفق على أن المكتوب في السطور القادمة ليس إلا محاولة في معالجة قضية اجتماع الموسمين (رمضان، الاختبارات النهائيّة) في آنٍ واحد، وفي ظروف مختلفة -رفع الله عنّا البلاء والوباء- ربما لا تجد جديدًا، لكنني أرجو أن أكون وُفقت في جمع عدد من الأفكار التي تساهم في الموازنة بين الأمرين.


النجاح على الميزان:

أغمض عينيك، وتذكّر:

قبل نحو شهرين أو ثلاثة كانت قلوب الملايين معلقةً بنتائج الامتحاناتِ، وحين جفّتِ الأقلامُ بالنتائج، زغردت بالبشرى حناجر، وغرقتْ في دموع الأسى محاجر !

تذوّق الناجحون للنجاح طعماً لذيذاً، وكَرَعَ الراسبون للفشل شراباً كريهاً يتجرعونه ولا يكادون يسيغونه، خرج الناجح يحمل في يمناه البشارة، يزهو بها على أقرانِهِ، ويدلّ بها على أهلِهِ وإخوانِهِ ، وكل من حوله يرى له حقًا في نشوةٍ غامرةٍ أوجبها نجاحٌ جاءَ بعد تعبٍ ونصبٍ، وخرج الراسبُ يخفي بيسراه ورقة فضائحِهِ، يتوارى من القوم من سوء ما بشر به ! وكل من حوله يراه جديراً بالملامةِ، حقيقًا بالتوبيخ. الجميع كان يحس بقيمة (النجاح الدراسيّ ، والجميع كان يحس بحسرة (الفشل الدراسيّ) ..

تُرى .. هل حملنا ذات يوم هذا الإحساس الحاد بالنجاح والفشل ونحنُ نتعامل مع شهر رمضان الكريم؟! أعني هل فكرنا ذات يومٍ بمدى أهمية أن (ننجح) في هذا الشهر؟ ومدى كارثة أن (نفشل) فيه ؟! (1)

أسألكم بالله معاشر الطلاب.. هل عرفتم الشعور؟ لا أشك! تلك الورقة -مهما جاهدت فيها نيتك- السعي لها قرينٌ بالسعي لوظيفة، أو مال، أو منصب! السعي لمستقبل (مجهول)!

دعونا نتأمّل قليلًا في قيمةِ (النجاح) في هذا الشهر المبارك شهر رمضان: قدم على النبي ﷺ رجلان من بَلِيٍّ، فكان إسلامهما جميعاً واحدًا ، وكان أحدهما أشد اجتهادًا من الآخر ، فغزا المجتهد فاستشهد ، وعاش الآخر سنة حتى صام رمضان ، ثم مات ، فرأى طلحة بن عبيد الله – أي في المنام - خارجاً خرج من الجنة ، فأذن للذي توفي آخرهما ، ثم خرج فأذن للذي استشهد ، ثم رجع إلى طلحة ، فقال : ارجع فإنه لم يأن لك ، فأصبح طلحة يحدث به الناس ، فبلغ ذلك النبي ﷺ ، فحدثوه الحديث ، وعجبوا ، فقالوا : يا رسول الله كان أشد الرجلين اجتهادا ، واستشهد في سبيل الله ، ودخل هذا الجنة قبله فقال النبي ﷺ: « أليس قد مكث هذا بعده بسنة ؟ » قالوا: نعم. قال: «وأدرك رمضان فصامه، وصلى كذا وكذا في المسجد في السنة؟» قالوا: بلى، قال : « فلما بينهما أبعد مما بين السماء والأرض »، ... دعونا ننظر إلى الزاوية الأخرى ، إلى كارثة ( الفشل الرمضاني ) : صعد رسول الله ﷺ المنبر ، فلما رقي عتبة ، قال : « آمين » ثم رقي عتبة أخرى ، فقال : « آمين » ثم رقي عتبة ثالثة ، فقال : « آمين » ثم ، قال : « أتاني جبريل ، فقال : يا محمد ، من أدرك رمضان فلم يغفر له ، فأبعده الله ، قلت : آمين ... الحديث .

إنها كارثةٌ فعلاً .. دعاءٌ من سيد الملائكة وتأمين من سيد البشر! على أي شيء؟ على (إبعاد) من فشل في رمضان ولم ينجح! (من أدركه رمضان فلم يغفر له).

وازنوا الآن بين الصورتين.. (2) .

تتبع حال أهل الجنة في القرآن، واقرأ عن نعيمها وما أعد الله لهم فيها في سنة رسول الله ﷺ، إنها الجزاء!

الآن.. اسأل نفسك وقد وعيت قيمة نجاح الدنيا (شهادة)، وقيمة نجاح رمضان (عتق ومغفرة وجنّة).. أيهما أولى بشهرك؟

أظن أنك فهمت مقصدي، المسارعة إلى الخيرات لا تتعارض مع سعيك واجتهادك في دراستك، ولا يقلل من قيمتها، لكن بقيت حيرة تزامنهما!

كيف لنا أن ننجح في الاثنين معًا؟ كيف نوازن فنحقق النجاح في اختبار الدنيا، ونسعى للفلاح في اختبار الآخرة؟ إن كنت تبحث عن الجواب .. فهذا المقال يعنيك.


ظروف راهنة:

(اختبار الآخرة) ألم يستوقفك وصف رمضان بالاختبار ورمضان رحمة مهداة؟!هذا الرمضان رحمة في خضم البلاء، واختبار للحال الذي نحن فيه بسبب الوباء .. رجلاك التي تسوقها كل رمضان إلى المسجد مع الجماعة، ومصحفك الذي تتلو منه هناك، صلة الأرحام، والكثير من الأبواب اليوم مغلقة، إلا باب الله الذي لا يُحدّ بمكان ولا زمان، غير أنا نقصد بابه اليوم من بيوتنا فحسب، لا من بيوته، حيث نخلو بأنفسنا، ونرى واقعنا عن كثب، الرؤية صافية..

يختبر الله صدقنا .. أصلاتنا له؟ أم صارت نوافلنا عادات؟ هل نخشع لكلامه؟ أم للتلاوة المحبرة وصوت إمام المسجد العذب؟ هل نصل رحمنا بما تيسّر من سبل؟ أم كنا نؤدي واجبات اجتماعيّة وعادات رمضانيّة؟! الكثير من المتغيرات التي لا نسردها ونتتبعها لتثير شجوننا، وتضيق بها صدورنا، إنما لنكون نحن نصب أعيننا، لنكون على بيّنة ولا نؤتى من قبلنا، ونخلق من ظروفنا عذرًا لنا، نتأمل لنتهيأ لرمضان مختلف، قلّت فيه الوسائل المعينة، وكثرت فيه الشواغل، غير أن عون الله -بتوفر الأسباب أو انعدامها- هو زاد المسلم، وسبب توفيقه.


الاختبار الأول والأبقى:


قبل – خطط وتهيأ

1- رؤية شاملة: ألقِ نظرةً عامة على شهرك، ما الذي تود أن تسعد به في نهاية شهرك -بلغنا الله وإياك تمامه-؟ كم ختمة؟ كم عمل بر؟ كيف تود أن يسير جدول يومك؟ كم ساعة لمذاكرتك؟ كم آية ستحفظ؟ أي تفسير ستقرأ؟ اطرح على نفسك الأسئلة، دوّن إجاباتك مفصلة ومرتبة بحسب الأولويّة في ورقة واحدة؛ حتى تكون مرجعًا لغاياتك، ومقياسًا لإنجازك.   (راجع المرفقات)

2- رؤية مركّزة (10/10/10): هل تذكر ما يقال عقب كل ثلث من رمضان في أعوامنا السابقة؟ (مضى ثلث، والثلث كثير!)، لست أعنيها بذاتها، إنما أعني هذا التقسيم الشائع واليسير، يمكننا أن نعتمده ونسقط عليه أشهر قواعد الإنجاز، وأبرز ما يتداوله رواد التخطيط: قاعدة (تفتيت الأهداف) أو (الأهداف المرحلية)، وذلك بأخذ ثلث هدف من كل هدف عام، ووضعه في قائمة مستقلة لا تعمل على غيرها، لتكن همّك، وفكرتك التي تستيقظ وتنام لأجلها، كمشروع مستقل ضمن مشروع أكبر، قصير المدى، سريع الوصول، مركز الأهداف؛ تحفيزًا للنفس الملولة، ومتابعة للسير، ولئلا تستطيل الطريق فتكل، أو تركن إلى سعة الوقت فتؤجل.    (راجع المرفقات)

مثال: (سأختم 6 مرات هذا الشهر، أي: سأختم ختمتين في الثلث الأول، أي: عدد كذا وكذا لكل يوم).

3- أكثر من الأعمال مضاعفة الأجور، والأعمال ذات النفع المتعدي، دوّنها عندك، نوّع طاعاتك، واطرق باب ما يتيسر لك منها ولو مرّة (عمل يسير، أجر كثير) .

4- اعرف أي باب من الطاعات فُتح لك فيه، ثم الزمه.

5- استكثر من النوايا: «ما من طاعة إلا وتحتمل نيات كثيرة، وإنما تحضر في قلب العبد المؤمن بقدر جده في طلب الخير، وتشمره له، وتفكره فيه، فبهذا تزكو الأعمال وتتضاعف الحسنات».

6- التحق بالمناشط الجماعيّة: ثمة أشخاص تحفزهم روح الجماعة، وتؤزهم المتابعة، البرامج بأنواعها متاحة في ميدان التقنية، ومتنوعة بحسب غايتك ومستواك، ابحث ثم اختر، ولا تكثر.. فالكيف مُقدمٌ على الكم.

7- الهج بذكر الله: جرّب أن تجعلها العادة اليسيرة التي تود اكتسابها هذا الشهر، قسّمها على يومك، وحفّز نفسك بفضائلها، الذكر قوّة! 

شكت فاطمةُ إلى النبيِّ ﷺما تلقَى في يدِها من الرحَى، فقال: «ألا أدُلُّكما على خيرٍ مما سألتُما، إذا أخذتُما مضاجِعَكما؛ فسبِّحا ثلاثًا وثلاثين، واحمَدا ثلاثًا وثلاثين، وكبِّرا أربعًا وثلاثين، فهو خيرٌ لكما من خادمٍ».


أثناء – لاحظ وقيّم

باعتبارك مشروعًا تعمل فيه، أنت رائده، وأنت المستفيد منه، منك ولأجلك..

1- رؤية فاحصة: جلسة أسبوعيّة أو مرحلية (كل ثلث)، تتابع فيها سيرك، حدد ما أحسنت فيه؛ لتستمر عليه، حدد مواطن الخلل، وطرق الإصلاح، تزوّد واشحذ همتك بمادة مقروءة أو مسموعة، أو مكالمة صديق يعمل على ذات المشروع. (راجع المرفقات)

2- ميدان العمل – يومك: دع مهامك قريبة من ناظريك -ولتكن ملاحظة في جوالك مثلا-، تابعها بين حين وآخر -مع كل صلاة مثلا-، وإن أحسنت في صباحك فاحمد الله واستعن به لتحسن في مسائك، وإن تعثرت في صباحك فلك ما بقي من يومك، لك فرصة مسائك .. المهم ألا تنهي يومك دون أن تبذل قصارى جهدك لتتزود لآخرتك، وتقترب وتُعلي منزلتك عند ربك.   (راجع المرفقات)

3- جَدوِل يومك على عباداتك.

4- حدد ثلاثة أولويات في يومك: ابدأ بها، ولا تسامح نفسك إن أنهيت يومك غاضًّا عنها البصر، مهدئًا ضميرك بيوم جديد تعوض فيه ما فات!

ثلاث فقط -على الأقل-، لا تتركها، ولأنه رمضان.. حبذا أن تجعل ثلثا الأولويات لله.

مقترحان آخران لإدارة اليوم:

1- قسم يومك على 3 أقسام، ولا تُساوي بينها، تقول زميلتي -صاحبة الآلية -: جزء من يومي للعبادة، وجزء للمذاكرة، وجزء يسير لا يزيد عن الساعة أجدد به نشاطي، فأمارس مثلًا هواية الرسم مع استصحاب ما يزيد رصيدي عند ربي، كسماع مادة رمضانيّة، أو مشاهدة برنامج قرآني، أو قراءة كتاب ديني، وهكذا.

2- تجرِبة يوم واحد: مع بذل الجهد ليكون مقياسًا ممتازًا، ثم بناء بقية الأيام عليه.


بعد – استمر

رمضان ليس إلا ميدانًا لنغدو بعده أفضل، أليست الغاية منه التقوى «يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون»؟ اِنوِ التغيير، خطط لحياة أجمل مع الله، اعزم على البقاء على هذا الطريق، ويكفيك أن تقرأ ما رُوي عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ عَنْ رَسُولِ اللّهِ ﷺ فِيمَا يَرْوِي عَنْ رَبّهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-، قَال: «إِنّ الله كَتَبَ الْحَسَنَاتِ وَالسّيّئَاتِ. ثُمّ بَيّنَ ذَلِكَ، فَمَنْ هَمّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا الله عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً وَإِنْ هَمّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا الله عَزّ وَجَلّ عِنْدَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ إِلَى أَضْعَافٍ كَثِيرَةٍ. وَإِنْ هَمّ بِسَيّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا الله عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً... وَإِنْ هَمّ بِهَا فَعَمِلَهَا، كَتَبَهَا الله سَيّئَةً وَاحِدَةً».


الاختبار الثاني:

 كيف نوفق بين الاختبارات الدراسيّة ورمضان؟


قبل – استعد

1. احتسب: فضل طلب العلم، وإشغال وقتك بالنافع والمفيد، عوضًا عما اعتاد بعضنا عليه من قضاء الوقت في الفوازير الرمضانية، وكثرة الاجتماعات... .

2. حضّر أدواتك مبكرًا: تحميل ملفاتك، أو طباعتها، جمع كتبك وأدواتك في مكان واحد، وإن كنت ممن وفقهم الله للاستعداد بالمذاكرة المسبقة فهذا حسن.

3. قرر أن تختصر وقتك، وتتخلص من بعض عاداتك الدراسية التي تطيل زمن المذاكرة -ساءت العادات أم حسنت-؛ فهذا ليس وقتها، لا مناقشات حول المعلومات، لا تأملات واستحضار للذكريات، لا هواتف، لا تذمر ...إلخ.

4. كن مطمئنًا، واصبر، لا تفسد رمضانك بالتذمر ، ورمضان أهلك بإشغالهم معك، قلقًا، واستماعًا لشكواك... ، وكذلك الزملاء والأصدقاء.

5. اتفق مع زملاء الدراسة على تحديد وقت للتواصل، نفع الآخرين وتفريج كربهم بإجابة عن سؤال، أو شرح درس ونحوه من أجل القربات ومن أيسر السبل، لكن الهاتف سرّاق أوقات، واحتسبوا في ذلك التعاون على البر والتقوى.

6. أشعِر أهلك بانشغالك؛ حتى يتفهموا سبب اعتزالك، وتتجنب المشكلات، إلا أن يكونوا بحاجتك! هم أولى بك من دراستك، وخاصة والديك.

من جميل ما سمعت في هذه النقطة: توضيح طبيعة الدراسة والانشغال للأهل، ثم الاتفاق على طريقة مناسبة لك ولهم، كجدول للأعمال المنزلية، تخيّر الوصفات سهلة الإعداد، إعلامهم بوقت الاختبار ووقت المذاكرة حتى يسندوا لك الأعمال قبل ذلك وبعده، إشعارهم بأهميتهم بتخصيص وقت للجلوس معهم وتفقد أحوالهم، وكلٌ بوالديه وأهله أعلم، تلمس مراضيهم؛ وستجد التوفيق يُصب عليك صبًا صبًا، ولا تنس أن رسول الله ﷺ قال: «خيركم خيركم لأهله».

7. حدد وقتًا، ولا تتأخر عنه أو تتجاوزه! المقصد ألا تجعل يومك كله للدراسة كما كنت تفعل في مواسم الاختبارات النهائية سابقًا، عدة ساعات تستوعب فيها الأهم فالمهم تكفيك، عشرون درجة لا تساوي شيئًا أمام فضل رمضان وبركته، لا سيما أنك تعرف نجاحك من رسوبك قبل بدء الاختبار، يمكنك توزيع جهدك بين المواد.

8. اعرف حالة كل مقرر، حدد مقدار الجهد المطلوب، ابذل فيما يضرك أكثر، واغتنم ما أحسنت فيه لتضمن -إن شاء الله- درجته، ركّز على ما تميل إليه نفسك وتجد منك قوة عليه، فكّر .. ليست كل المقررات سواء.


أثناء المذاكرة – ابدأ واقتصد

1. اعتنِ بالقراءة المُركزّة والشاملة: استوعب كل الأساسيات، التقط الأفكار الرئيسة، تجاوز التفاصيل إلى أن تنهي استطلاعك الشامل، لو ضاق بك وقتك فما بقي إلا اليسير، ولن يضيع منك الكثير.

2. ابدأ باستذكار الأهم فالمهم فقط: ما لا يدرك كله لا يُترك جلّه!

3. جرّب طرق القراءة والحفظ السريعة، تخيّر طريقة المذاكرة الأسرع والأنفع:

 مثال: طالب يستطيع أن يدرس من مرجع المقرر مباشرة، لكنه يفضّل أن يلخص المقرر كاملًا ثم يذاكر، أي الطريقتين يختار؟ الأولى بلا شك؛ لأنه يستطيع، تنازل عن تفضيلاتك قليلًا، ليس هذا وقت التلخيص والتمحيص، ومع ذلك لا تفرط بجودة المذاكرة، الاختبار ليس أولوية، وليس عبثًا أيضًا.

4. التلخيص: استعن بالملخصات المتاحة والمعدة مسبقًا إما من الزملاء أو على الشبكة، لخّص فقط ما يستصعب عليك، اتفق مع زملائك بتوزيع جزئيات المقرر، بحيث يعد كل واحد منكم ملخصًا ثم تبادلوا ما أنجزتم، في وقت إعداد الملخص واحد .. حصل الجميع على ملخص للمقرر كاملًا!

5. فعّل المؤقت: من أجمل الطرق وأنفعها إجراء التحديات مع النفس أو الأصدقاء، اكتب قائمة بالموضوعات التي ستدرسها، ثم حدد وقتًا معينًا لعدد معين من الصفحات، اختر وقتًا وكمًا يناسبك (ولو ربع ساعة)، ليس ألذ للطالب من منظر القائمة وعلامات الإنجاز تتزايد فيها واحدًا تلو الآخر =).

6. تخلّص من أمنية إلغاء الاختبارات :): احفظ مشاعرك وتركيزك.

7. اختر وقتًا ومكانًا مناسبين، وحبذا أن تجعل مذاكرتك نهاريّة، فليالي رمضان أفضل، وفي كلٍ خير.

8. المراجعة / المذاكرة الجماعيّة: مجموعات الزملاء الجادّة من أنفع طرق المراجعة والمذاكرة السريعة، فمنهم طالب محفز وهمته معدية، منهم من يستوعب الأفكار الرئيسة ويُحسن شرحها وتثبيتها، منهم النبيه الذي يتذكر ما ركّز عليه أستاذ المقرر أثناء شرحه، ومنهم ذو الفراسة الذي يخمن مواضع الأسئلة=)!

جزء من الوقت للمذاكرة الفرديّة الشاملة، ولكل واحدٍ باب يتفحصه ويلتهم جزئياته، ثم يتولى شرحه في غرفة افتراضيّة، وبذلك يكون كل فرد مرّ على المقرر مرتين، المرور الأول شامل، والثاني مركّز، بجهد أقل، ووقت أقصر -ولا أظن هذه الطريقة تنفع بلا ضابط للوقت، مانع للأحاديث الجانبيّة-.


أثناء الاختبار – توكّل

هنا المحكّ، أنت واختبارك، والله فوقك..

قال رسول الله ﷺ: «لأعلَمنَّ أقوامًا من أمَّتي يأتونَ يومَ القيامةِ بحسَناتٍ أمثالِ جبالِ تِهامةَ بيضاءَ فيجعلُها اللَّهُ هباءً مَنثورًا»، قالَ ثوبانُ: يا رسولَ اللَّهِ صِفهم لَنا، جلِّهم لَنا أن لا نَكونَ منهم، ونَحنُ لا نعلمُ. قالَ: «أما إنَّهم إخوانُكُم، ومِن جِلدتِكُم، ويأخُذونَ منَ اللَّيلِ كما تأخذونَ، ولَكِنَّهم أقوامٌ إذا خلوا بمحارمِ اللَّهِ انتَهَكوها» أعيذك بالله من نهارٍ ترفل فيه بين العبادات، ثم تخرم ذلك في ليلك، حيث لا يراك أحد سواه، لمَ؟ لسؤال لم تعرف إجابته..

أرِ الله منك خيرًا، توكًل عليه، واستعن به، والأصل أنك بذلت الأسباب فلا حاجة للغش، مهما بدا الاختبار عسيرًا، جاهِد، ولا تضعف! أبقِ مكان اختبارك خاليًا من كل وسيلة مساعدة، اُخرج من غرفتك، أو أخرِج منها هاتفك وأوراقك وكتبك وكل ما يمكن أن توسوس لك به نفسك..

املأ نفسك بفكرة الامتحانين، أتحب أن تربح الدنيا وتخسر الآخرة؟ أترغب أن تكون ممن تعاون على الإثم والعدوان؟ أترضيك براءة رسول الله ﷺ منك؟ أتسعدك حياة قوتها من مال حرام؟ رمضان.. لا شيطان يوسوس، إنما نفس ورفقة تُزيّن الحرام، وتبدل اسمه فيكون يومًا (مساعدة) ويومًا (تعاون) حتى يصبح حلالًا في نظرهم، لا تحلل ما حرّم الله، ولا تعِن غيرك على المعصية، ذنب على ذنب! ارفق بنفسك، ربّ النهار هو ربّ الليل، وربّ الجنان هو ربّ النيران، كيف تتلمس رضاه وتسأله العتق وأنت تعصيه وفي شهر مُعظّم؟ درجتك المنخفضة التي حصلت عليها بشرف؛ ابتغاء وجه الله، لن يضيعها الله، سيكتبها الله لك في الميزان ، في الحديث: «َإِنْ هَمّ بِسَيّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا الله عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً»، سيسخط الزملاء، ستُوصف بالتعقيد، ربما يُسخر منك ومن رفضك -لا سيما لمن لم تكن عادته الرفض-، لكن أبشر! فالجزاءُ رضى..

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَنِ الْتَمَسَ رِضَى اللَّهِ بِسَخَطِ النَّاسِ، رَضِيَ الله عَنْهُ، وَأَرْضَى النَّاسَ عَنْهُ»


بعد – تجاوز

1. احمد الله، سويعات ما بعد الاختبار – في كل زمان وعلى أي حال – ماهي إلا اختبارٌ للرضى، ارضَ عن الله، يُرضيك الله.

2. أنهِ كل شيء: بإغلاق شاشة الاختبار ينتهي كل ما له علاقة به، حاول ألا تُراجع مع الزملاء؛ حفظًا لوقتك، عُد لرمضانك.

3. لا غيبة، لا سب، لا جدال.


ختامًا:

«كم مَن خطط ودوَّن وعاهد النفس، وما انتصف الشهر إلا وأرغمه الفتورُ السيرَ في قافلة المتعتعين! والله ما هو بجهدٍ، ولا تدوين، ولا حشد أهداف وترتيب خطط؛ إن سلب الله منك معونته وتوفيقه، فلا يغيبن عنك سؤال الله المعونةَ فتُخذل..»

العمل منك وإليك، والأسباب بين يديك، والله مطّلعٌ عليك، وحاشا الكريم أن يرد عبدًا إذا علم صدق مراده، ووافق مراده عمله، سعيًا، وبذلًا، وجهادًا، ودعاءً!

ثم «إن الذي يقهر نفسه أعظم ممن يفتح مدينة»، سنن الحياة تثبت أن كل صعوبة وقتيّة، ومآلها التلاشي، وأن الصبر على المكاره، سبيلٌ للوصول إلى ما نُحب.

اعلم أن المسألة ليست إلا توفيقًا من الله أولًا، ثم إدارة للذات، لكنها مسألة مضمونٌ حلّها، لأن الله -سبحانه وتعالى- يقول: «والذين جاهدوا فينا لنهدينّهم سبلنا».

« سنذكرُ كلّ ما قد مرّ فينا .. ونحمدُ ربّنا بعد البلاء »

أسأل الله الذي بلّغنا بمنّه وكرمه شهر رمضان، وجعلنا في بيوتنا آمنين سالمين من الداء، أن يبارك لنا فيه، ويرفع عنّا البلاء، وأن يصب علينا التوفيق صبًا صبًا، ويجعل القادم من أيامنا خيرًا من سالفها، اللهم قوة العزيمة، وصدق الإرادة، وسلامة القصد، وحُسن العمل.

شكرًا لوصولك إلى هُنا ! أرجو أنك وجدت ما ينفعك.

2 رمضان 1441هـ


_________________________________________

المرفقات: 

منظمات جاهزة للطباعة

- قائمة أهداف الشهر.

- نموذج البرنامج اليومي.

- قائمة الأهداف المرحلية لكل ثلث (10/10/10).

- نموذج تقييم ذاتي لكل مرحلة.

- قائمة مهام يوميّة.

رابط التحميل:

 https://drive.google.com/open?id=1uKTJXgfNSI7LiKDjz2MPTO6M28XGNvIO

_________________________________________

(1)،(2): مقتبس

(3):ألقِ نظرة على: كتيب (دليل الاستثمار في بنك الحسنات) – د. عدلي الغزالي

http://dr-faisal-library.pub.sa/wp-content/uploads/2019/08/2091.pdf


  • 3

   نشر في 25 أبريل 2020  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا