‏‏

جاءت هاتان الآيتان الكريمتان في سورة الزلزلة في الآية السابعة و الثامنة لتبين لنا دقة العدل المطلق لله سبحانه وتعالى ، ذكر الله في هاتين الآيتين كلمة ( ذَرّة ) و التي تعنى بالشيء الصغير جدا الذي يقدر بأنه أصغر من النملة ، و يريد الله في هذا الموضع أن يقول لنا أيها المسلمون يوم القيامة ستجازون عن كل فعل خيّر قمتم به حتى لو كان حجمه أصغر من النملة و بالمقابل ستجازون سوءا لكل ذنب قمتم به و لو كان أصغر من النملة ، وهذا دلالة على أننا سنجازى بالخير و بالشر عن كل أمر قدمنا به في حياتنا .

- هذا يعني أننا سنحاسب يوم القيامة عندما نقوم بالاستهزاء بصديق لنا أمام الناس بهدف إضحاكهم عليه دون مراعاة لمشاعر هذا الصديق وسنحاسب كذلك على تشجيعنا الناس لرتكاب المحارم كالغيبة و الكذب و بالاستهزاء بمن يتمسك بتعاليم الدين الحنيف و بالمقابل سنجازى عندما نقوم باحترام كل ما نقابل كبيرا كان أم صغيرا ذكرا أم أنثى و كذلك سنجازى عندما نأمر بالمعروف و ننهى عن المنكر .

- سنحاسب أيضا على إهدارنا للماء وقت الوضوء للصلاة و سنحاسب أيضا على إسرافنا في الأكل ، وفي المقابل سنجازى عندما نقتصد في الماء وقت الوضوء للصلاة و سنجازى عندما نأكل على قدر حاجتنا فقط .

- سنحاسب على إضاعة الوقت عندما نستخدم الهاتف طوال الوقت في أمور لا نستفيد منها و سنحاسب كذلك على تأخرنا عن أداء الصلاة في وقتها ، و في المقابل سنجازى عندما نقضي أغلب وقتنا في أمور نستفيد منها مثل تعلم مهارة جديدة أو مشاهدة برنامج ثقافي و ممارسة الرياضة ، و سنجازى كذلك عندما نبذل قصار جهدنا لتأدية الصلاة في وقتها .

- سنحاسب عندما نثبط ( نعرقل أو نعوق ) همم الناس عندما يسألوننا عن رأينا في أمر هم بصدد القيام به ، و سنحاسب كذلك عندما نسيئ الظن بالناس ، و بالمقابل سنجازى عندما نعطي الأمل ونرفع المعنويات لكل من يستشيرنا و يطلب رأينا في أمر ما ، و كذلك سنجازى عندما نحسن الظن بالناس و نحمل الناس على محمل الخير كما أشار النبي الخاتم بذلك .

هذه بعض الذنوب الصغيرة الشائعة بين الناس أحببت أن أذكر نفسي و أذكركم بها ، فكيف بنا بالذنوب الكبيرة مثل الغيبة و الفتنة و النظر إلى الحرام وتعنيف الزوجة و الأولاد ...الخ .

قادني لكتابة هذا المقال هذه الآية الكريمة ‏‏{وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ} [سورة الذاريات: 55] .

*عمار العود*

*20-1-2017*