قبل قرائتي لرواية نور، دخلت في جودريدز تعجبت من كم الانتقادات الموجهة للرواية و تمعنت اسبابها فوجدتها انه اخترق المألوف من الافكار و اصطدم في بديهيات لا نتطرق لها الا في خيالنا ثم نزيحها لانشغالنا بالكثير من الملهيات مثلما تسائلت نور عن كم الظلم في العالم و حدوثه فأين الله من ذلك و كذلك تساؤلها هل هناك تناقض بين الله المعز و المذل و الله الرحمن و القهار ... بما ان الكثير قد يتعجبون من كلماته و خوضه في ذلك الا انه قد يخطر ببالنا هذة التساؤلات ليس شكا و لكن استفسارا و لكن نتناسها و لا نبحث ورائها فتظل محرمة علينا.
من المواضيع الشائكة ايضا موضوع الحجاب و قد تطرق اليه بشكل عصري عندما قررت نورا ارتداءه بسبب نظرة المجتمع لها الناقدة دون حرية اختيار منها ثم قررت بعد سنوات خلعه بشكل مفاجىء لاحساسها بانها تريد ان تعبر عن حريتها و استقلاليتها و اعتقد انه اصاب في طرحه لانها اصبحت ظاهرة تتكرر مع جميع فئات المجتمع مع اختلاف خلفياتهم.
الحقيقة التي اكتشفتها في كتابات يوسف زيدان انه يجيد وصف ابعاد الشخصيات النسائية دون الرجال ففي نور استطاع ان يحلل نورا و جموحها من خلال يومياتها و أمل و جرحها القديم الذي ادى لانحرافاتها و كذلك ياسمينة و تحررها و بحثها لترميم نفسها و استقلالها كأن الثلاثة مكملات لبعضهن و يعبرن عن نمط مجتمعنا الحالي بعكس شخصية المعماري التي لم يخض فيها كثيرا الا انه كان بارع في وصفه و قد جعلني اشعر باجواء رياح البحر و منظر الغروب و استمعت بحواره الرائع و تناوله بفلسفته مجتمع المعماريين و المهندسين و الفروق بينهم و اوجه تشابه بين الشعر و الهندسة.
مما استعجبته ايضا شخصية البطل الاسمر محمد الذي تابعناه خلال الثلاثية فاجئني شخصيته الباهته و تغير نمطه و ظهوره الساذج بافكاره الاقرب الخاوية من الحكمة و هو ما لم اعتده من هذة الشخصية خلال محال و جونتنامو فربما يوسف زيدان يريد ان يبرر ان هذا تطور الشخصية الطبيعي او ربما ان الحدث الدرامي يحتاج لتحول هذة الشخصية.
كعادة يوسف زيدان النهايات المفتوحة و البدايات الحائرة المشوقة ... و لكن أجدها هي الحقيقة لهذة الحياة فنحن لا نعرف الطريق الصحيح و نظن ما اخترناه بارادتنا هي الصواب فدائما نختار ان نتعثر كثيرا و لا نبحث عن طريق السعادة الحقيقي.
-
Nermeen Abdelazizشغفي الكتابة و القراءة